جندي إسرائيلي "خائف" على أبواب غلاف غزة

التقت وكالة فرانس برس، بالجنود الصغار، على هامش إعداد ريبورتاج بالقرب من قطاع غزة. كانوا يؤدون الخدمة العسكرية الإجبارية التي تمتدّ في إسرائيل ٣ سنوات للرجال وسنتين للنساء.

تمركزوا منذ فترة وجيزة على الخطوط الخلفية للجبهة، أيّ في الكيبوتسات على طول قطاع غزة، والتي تمّ إخلاؤها من سكّانها بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في الـ٧ من أكتوبر.

يقول جندي يبلغ 20 عاما، حظرت الرقابة العسكرية نشر اسمه، "نعم، أنا خائف قليلا من الذهاب. لا نعرف ما إن كنّا سنعود أحياء".

يتوقع هذا الجندي صدور أمر بإرساله إلى غزة، رغم أنّه بدأ خدمته العسكرية قبل ٦ أشهر فقط. ويضيف معلِّقاً بندقيته على كتفه "سنفعل ما يتعيّن علينا القيام به، لكنه مكان رهيب للذهاب إليه".

كان جنود آخرون يستمعون إليه بانتباه، من أعلى كشك حراسة تمّ نصبه على عجل أمام مدخل الكيبوتس. وكانوا يشجّعون بعضهم بعضا ببضع كلمات.

يتابع الجندي الآتي من تجمّع غوش عتصيون في جنوب الضفة الغربية: "نريد الذهاب إلى هناك بطاقة إيجابية.. أشعر بغضب شديد عندما أرى ما فعلته حماس".

يبعد قطاع غزة كيلومترين فقط. ومن مكانهم يُسمع دوي القتال الذي لا ينقطع، فالقصف متواصل بينما تطلق المدافع قذائفها بشكل مستمرّ. وفي السماء، يُعترض صاروخ أُطلق من الأراضي الفلسطينية.

قُتل ما لا يقل عن 30 جنديا إسرائيليا منذ بدء العملية البرية، بحسب الجيش الإسرائيلي. وكان الجناح العسكري لحماس قد حذر إسرائيل من أنّ جنودها سيغادرون غزة "في أكياس سوداء".

أمام كيبوتس آخر تحوّل إلى قاعدة عسكرية، تقول جندية شابة تبلغ 21 عاما إنّها كذبت على والدتها بشأن مكان وجودها. وتضيف "أخبرتها أنّني في وسط البلاد، وليس بالقرب من غزة. لا أريدها أن تقلق".

يقول جندي آخر يبلغ 19 عاما "أنا فخور جدا بكوني جنديا". بدأ خدمته قبل ٨ أشهر، ويضيف "من كان يمكنه أن يعرف يومها أين سنكون اليوم؟".

حضرت عائلته بأكملها، جدّاه ووالداه وعمه وأخواته وحتى الكلب، من تل أبيب للقائه أمام الكيبوتس. كانوا يحملون الملابس الجديدة والطعام.

تقول والدته "لم نره منذ ٥ أسابيع ولا أعرف متى سنراه مرة أخرى".

وتضيف "أنا فخورة به، ولكنني خائفة.. كنت سأكون أقل قلقا لو لم يكن هنا (بالقرب من غزة).. آمل ألّا يذهب إلى غزة. وفي الوقت نفسه، أصبح كلّ مكان في هذا البلد خطيرا الآن".

وتتساءل: "ولكن إذا لم يفعل ذلك، فمن سيفعل؟ لو لم يكن الجيش موجودا، لما كانت إسرائيل موجودة".

بعد مرور ساعة، كان على العائلة أن تغادر. تعانق الأم ابنها، وتقول بعدما ابتعد "لا أستطيع التوقف عن البكاء".