الاختراق الإلكتروني يهدد شريان الاقتصاد العالمي

عطّلت الهجمات الإلكترونية أو أوقفت العمليات في عدد من موانئ العالم الأكثر انشغالا في السنوات الأخيرة. وعطّل هجوم ببرامج الفدية استهدف في يوليو أكثر الموانئ اليابانية انشغالا "ناغويا"، العمليات على مدى أيّام.

ولم تتمكن المحطات النفطية في بعض أكبر موانئ غرب أوروبا من التعامل مع السفن بسبب هجوم إلكتروني.

وعام 2017، انتشر برنامج "نوت بيتيا" الخبيث في الأنظمة حول العالم متسببا بشلّ عمليات شركة الشحن العالمي العملاقة "ميرسك".

وتعرّضت موانئ رئيسية في هولندا وكندا والهند وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة لهجمات إلكترونية.

ويقول نحو 75٪ من الرؤساء التنفيذيين في قطاع الشحن البحري الأميركي إن شركاتهم تعرّضت لهجمات إلكترونية، وفق استطلاع أجرته شركة "جونز ووكر" القانونية عام 2022.

يُعدّ الشحن البحري ضروريا بالنسبة للاقتصاد العالمي إذ ينقل أكثر من 80٪ من السلع التجارية، وفق مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد).

وتضمّ البنية التحتية بأكملها ما يصفها خبراء بنقاط فشل فردية إذ بإمكان هجوم إلكتروني واحد في ميناء أن يؤدّي إلى كارثة لوجستية في سلسلة التوريد بأكملها.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، روب نيكولز، لفرانس برس "إذا كنت تبحث عن هدف، فسيكون هذا هو الهدف".

وتابع: "لذلك فإنه بموجب القانون الأسترالي وبشكل متزايد حول العالم، تُعدّ الموانئ بنى تحتية حيوية نظرا إلى أنها.. نقطة إخفاق واحدة ضمن سلسلة إمداد".

وحذّرت "لجنة سايبرسبيس سولاريوم" Cyberspace Solarium Commission الأميركية في تقرير هذا العام من أن "هجوما إلكترونيا على منظومة بيئية بحرية معقّدة يمكن أن يكون مدمّرا بالنسبة لاستقرار الاقتصاد العالمي".

• ازدادت أتمتة واتصال عمليات الملاحة البحرية العالمية بشكل سريع خلال السنوات الأخيرة، إذ تربط كل شيء انطلاقا من آلات التعامل مع الشحن في الموانئ مرورا بضبط حركة الملاحة في الممرات المائية، وصولا إلى أجهزة الاستشعار على متن السفن.

• بينما عزز ذلك الفعالية، إلّا أنّ شركات أمنية وهيئات حكومية حذّرت من أنّه باتت هناك الآن مزيد من النقاط التي يمكن لمنفذي الهجمات الإلكترونية استهدافه

• على سبيل المثال، يمكن لعملية تسلل في مكتب مدير إحدى الموانئ أن تسمح لمنفّذ عملية الاختراق بإدخال برمجية خبيثة قادرة على شل المنشأة بأكملها.

• قالت شركة الأبحاث الأميركية "مايتر" في تقرير هذا العام إن "الموانئ تمثّل بيئات غنية بالأهداف" بالنسبة لمنفذي الهجمات الإلكترونية.

• يمكن لتداعيات شلل ميناء واحد أن تصل إلى العالم بأكمله، وفق نيكولز الذي طرح مثال أزمة حركة الملاحة عام 2021 بعد جنوح سفينة حاويات عملاقة أدّى إلى إغلاق قناة السويس.

• جاء في استطلاع للقطاع نشرته شركة "دي إن في" لإدارة المخاطر وتصنيف حركة الملاحة العالمية هذا العام أنه كان هناك "توقع عالمي تقريبا" بهجمات إلكترونية على قطاع الشحن البحري.

• قال كنوت أوربيك نيلسن من "دي إن في" إن "الأمن الإلكتروني هو خطر متزايد على السلامة.. قد يكون حتى الخطر (الفعلي) في العقد المقبل".