ترسم الخرائط.. عين إسرائيلية في هواتف غزة

قال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لأكسيوس، إنه يمكن استخدام برنامج بيغاسوس للاستفادة من إشارات الهاتف الخليوي لتقييم من كان على الأرض أثناء هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر وحركة تلك الإشارات الخلوية قبل الهجوم وبعده عمليات.

كما أنشأت NSO ما يسمى بـ"غرفة الحرب" مع شركات أخرى مماثلة وموظفين سابقين في NSO لتتبع وفتح الهواتف الخاصة بالأشخاص الذين قُتلوا أو فقدوا.

واعتبر المصدر أن الحكومات حول العالم والجمهور، بات اليوم يعرف أهمية هذه البرامج بشكل أفضل.

وقال المصدر إن الشركة ليس لديها ضمانات بأن الحكومة الإسرائيلية لن تستخدم التكنولوجيا في المراقبة واسعة النطاق لجميع السكان الفلسطينيين. فالإدارات الإسرائيلية يمكنها أن تقرر بنفسها كيفية استخدام برنامج بيغاسوس أو أدوات المراقبة الأخرى. وتابع: "لديهم وسائلهم الخاصة، وأنا أعلم أن لديهم مستشارين قانونيين لمعرفة من يمكنهم استهدافه".

تشير التقارير الأخيرة إلى أن برنامج بيغاسوس استخدم للتجسس على نشطاء حقوق الإنسان الفلسطينيين حتى عام 2021. كما استخدمت مجموعة أخرى مجهولة برنامج بيغاسوس للتجسس على العشرات من الصحافيين في عام 2020.

وأدرجت الإدارة الأميركية شركتي NSO وCandiru على القائمة السوداء العام ٢٠٢١، ومنعتهما من تلقي عقود التصدير من الشركات الأميركية. وقد أدى ذلك بإسرائيل إلى تقليص عدد البلدان التي يمكن بيع هذه التقنيات فيها بشكل قانوني، وفق بلومبرغ.

أرسل المحامي تيموثي ديكنسون، نيابة عن NSO، رسالة إلى وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي يطلب عقد اجتماع "لإعادة التأكيد على أهمية تكنولوجيا NSO وسط الحرب بين إسرائيل وحماس".

وتُظهر الإفصاحات الأخيرة المقدمة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، أن NSO التقت مع عدد قليل من مساعدي الكونغرس الجمهوريين بين فبراير ويوليو من هذا العام، بما في ذلك بعض الموظفين بلجان المخابرات في مجلسي الشيوخ والنواب.

وقال المصدر لأكسيوس: "أعتقد أنه من الواضح للجميع أن الآن هو الوقت المناسب لمزيد من التعاون الاستخباراتي بين الحلفاء، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل".

يُزعم أن بعض الحكومات الأوروبية بدأت أيضا في الضغط على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإعادة النظر في القيود الأميركية على الشركة، بعد بدء الحرب في غزة، وفقا للمصدر.

ومع ذلك، ليس من الواضح ما هي الدول التي تواصلت مع بايدن، حسب أكسيوس.

في غرفة تحكم بلا نوافذ في قاعدة عسكرية بجنوب إسرائيل، راقب ٥ جنود "تهجير" مئات الآلاف من سكان غزة على شاشة كمبيوتر ضخمة، وفق ما قالت نيويورك تايمز في تقرير نشر في ١٦ أكتوبر.

وأظهرت الشاشة خريطة حية لشمال غزة، وهي منطقة مكتظة بالسكان بلغ عدد سكانها حوالي 1.1 مليون نسمة، والذين طلب منهم الجيش الإسرائيلي وقتها التوجه جنوبا حفاظا على سلامتهم. وباستخدام البيانات التي جُمعت بشكل رئيسي من أكثر من مليون هاتف محمول، أعطت الخريطة للجنود تقييما في الوقت الحقيقي لعدد سكان غزة الذين استجابوا لطلب إسرائيل.

واستخدم بالفعل أسلوب المراقبة خلال غارات القوات الجوية الإسرائيلية على حي الرمال في مدينة غزة والذي أصبح في حالة خراب بعد قصفه، وفق نيويورك تايمز.

يُباع برنامج بيغاسوس التابع لشركة NSO للحكومات ووكالات إنفاذ القانون، التي تستخدمه لاختراق الهواتف المحمولة وتسجيل رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية سرا.

لم تستجب وزارة الدفاع على الفور لطلبات بلومبرغ التعليق، ورفض الجيش الإسرائيلي وشركة NSO، التي تطور بيغاسوس، التعليق أيضا.