عودة خاطفة لـ55 ألف لبناني إلى الجنوب

تشكل الاشتباكات التي شنت خلالها إسرائيل ضربات جوية وقصفا مدفعيا وأطلق حزب الله صواريخ وقذائف على مواقع إسرائيلية على الحدود شكلت أسوأ موجة عنف على الحدود اللبنانية منذ أن خاض الحزب حربا مع إسرائيل في 2006.

واستغلت كثير من الأسر التوقف المؤقت في القتال للعودة لجمع متعلقاتهم من منازلهم وتفقد الخسائر. والمدارس وأغلب المتاجر مغلقة في المنطقة.

قال مبدّا سلوم وهو أحد سكان بلدة يارون وكان قد فر شمالا مع أسرته للعاصمة بيروت "كتير مبسوطين إنه رجعنا على الضيعة. نأمل إنه تصبح هذه الهدنة هدنة دائمة إن شاء الله".

قال رئيس بلدية محيبيب قاسم جابر إنه على الرغم من عدم مقتل أي شخص في البلدة بسبب القصف الإسرائيلي فإن المنازل أصابها الضرر ولم يتمكن المزارعون من قطاف الزيتون وفاتهم أيضا زراعة محاصيل الموسم المقبل.

وأضاف أنه نتيجة للقصف ونزوح السكان "من الطبيعي الناس لم تتمكن من النزول على أرضها، هناك موسم الزيتون، فاتهم موسم الزيتون، طبعا فيه خسارة بهذا الموضوع".

وعلق على لهفة السكان على العودة بمجرد سريان الهدنة بقوله "الناس مشتاقة لبيوتها. لأرضها".

قال عبد المنعم شقير، رئيس بلدية بلدة ميس الجبل التي تبعد ميلا عن الحدود، إن كثيرين من الناس عادوا إلى منازلهم مع دخول وقف إطلاق النار يومه الخامس.

وعلى بعد 20 كيلومترا إلى الغرب، في قرية ياطر، قالت مزارعة في الخمسينيات من عمرها تدعى فاطمة كريم إنها تحمد الله على الهدوء.

وأوضحت فاطمة "بدنا نفلح الأرض ونزرع قبل موسم الشتاء، ورح نضل هنا لنسمع أول قذيفة، إذا ما سقطت علينا رح نرجع نهرب، نحن هون حياتنا وعيشتنا وزراعتنا وحقولنا، نحن بس نطلع من بيتنا كأن روحنا بتطلع، رح نستفيد من الهدنة لآخر لحظة، وياريت بيصير فيه وقف إطلاق نار دائم".

في قرية علما الشعب، قال ميلاد عيد، وهو صاحب فندق محلي، إن نحو نصف الأراضي الزراعية وبساتين اللوز والأفوكادو والزيتون احترقت، بالإضافة إلى 8 منازل وخزان مياه.

وأضاف "إذا استمر الهدوء لمدة أطول، فيمكننا في الواقع إصلاح كل هذا".

وأضاف: "نريد فقط أن تنتهي. نريد تمديد الهدنة للوصول إلى هدوء كامل. التمديد ممكن".

اضطر نحو 55 ألفا للفرار من أنحاء الجنوب اللبناني حتى 21 نوفمبر وفقا للأمم المتحدة. كما فر الكثيرون من منازلهم في شمال إسرائيل.

وتهدمت أجزاء ضخمة من الجدران وتهشمت النوافذ وتناثرت الأطباق المكسورة والأثاث المحطم في غرف المنازل.

وقتلت الهجمات الإسرائيلية نحو 100 شخص في لبنان، 80 فردا منهم من مقاتلي حزب الله، منذ 7 أكتوبر.