أمن
.
"الغواصات الروسية، هي التهديد الوجودي الوحيد للولايات المتحدة، لاسيما مع الحفاظ على قدراتها على التخفي في المحيطات"، وفق الأدميرال داريل كودل، قائد قيادة الأسطول الأميركي، قائلاً إنها "تعمل بهدوء تحت الماء".
في لقاء مع بلينكس من مقر قيادة قوات الأسطول الأميركي، بقاعدة نورفولك البحرية، بولاية فرجينيا، أوضح الأدميرال كودل، أن موسكو "برغم مشاكلها الاقتصادية الكبيرة، قررت التركيز على مجالين، ضمن استراتيجية تركيز الموارد لعدم القدرات المالية، فقامت بالتركيز على بناء قدرات استراتيجية لغواصاتها النووية، وبناء قدرات فضائية".
الردع هو الآلية الرئيسية لمواجهة خطر الغواصات النووية الروسية، بهذه الجملة لوّح الأدميرال كودل، وهو عنصر البحرية في القيادة الاستراتيجية الأميركية، والقائد السابق لأسطول الغواصات الأميركية، والقائد السابق أيضاً لأسطول غواصات الأطلسي الأميركي.
وتابع "نعلم أن غواصاتهم تستطيع العمل تحت الجليد في مناطق دورياتهم، وصواريخها يمكن أن تصل إلى أي مكان تقريباً في العالم، وهي بطبيعة الحال مصدر قلق أيضاً".
وكشف أن القيادة الاستراتيجية الأميركية تضطلع بدور تحقيق الردع عبر "نشر مجموعتنا الخاصة من غواصات الصواريخ الباليستية من خلال نموذج الردع الممتد، كما يمكننا توسيع الردع ليشمل أخطارا إضافية أيضا، وهذا هو جزء البحرية من الثالوث النووي" وفق قوله.
الثالوث النووي، هو المعروف بالردع النووي الثلاثي، ويشير إلى استراتيجية الردع النووي التي تعتمد على ثلاثة أنواع من أنظمة إطلاق الأسلحة النووية الأميركية وهي:
هذه الصواريخ يمكن إطلاقها من الأرض وهي قادرة على ضرب أهداف على مسافات تتجاوز الآلاف من الكيلومترات. تتميز بقدرتها على الوصول إلى أهداف بعيدة في وقت قصير نسبياً.
هي طائرات قادرة على حمل أسلحة نووية، ويمكنها الوصول إلى أي مكان في العالم.
تعتبر القاذفات مرنة من حيث خيارات التسلح ومسارات الطيران، ولكنها أبطأ من الصواريخ الباليستية.
تحمل هذه الغواصات صواريخ باليستية نووية. وتتميز بقدرتها على البقاء مخفية تحت الماء لفترات طويلة، مما يجعلها صعبة الاكتشاف وبالتالي تضمن عنصر المفاجأة في حالة الردع أو الهجوم.
الغرض من الثالوث النووي، هو ضمان قدرة واشنطن على الردع النووي من خلال توفير وسائل متعددة ومستقلة لشن هجوم نووي، ويعمل هذا التنوّع على زيادة صعوبة تعطيل القدرة النووية للدولة بشكل كامل.
كما يوفّر الثالوث النووي ردعاً استراتيجياً قوياً، وإمكانية الرد على أي هجوم على أي وسيلة نووية.
ونبّه المسؤول العسكري الأميركي، الذي يتولى أيضا منصب قائد القيادة الشمالية للقوات البحرية الأميركية؛ والقيادة الاستراتيجية للقوات البحرية الأميركية؛ وقائد العنصر البحري للقيادة الاستراتيجية الأميركية المشتركة منذ 7 ديسمبر 2021، إلى أن اتساع المحيطات، يتطلب من البحرية أن تتواجد في كل مكان تقريباً، لافتاً إلى العمل المشترك مع الشركاء والحلفاء.
وأكد على أن الحفاظ على الأمن البحري في العالم يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية، قائلاً "لا يمكننا أن نفعل هذا بمفردنا".
أشار الأدميرال أيضاً إلى تمركز المجموعة الضاربة التابعة للقوات الجوية الألمانية في شرق البحر الأبيض المتوسط، لمهمة الحفاظ على الأمن البحري في هذه المنطقة المهمة.
"الأمن البحري يتطلب تواجداً مستمراً في البحر الأسود، وفي بحر البلطيق، وفي أعالي الشمال والمحيط الأطلسي، وحول أفريقيا، وبالطبع في الخليج العربي، وهذه هي مهمتنا في حلف شمال الأطلسي"، وفق قوله.
وكشف الأدميرال كودل، عن تسييّر دوريات بحرية أميركية في بحر البلطيق، للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام في هذه المنطقة الحيوية بالتعاون مع الشركاء في السويد وفنلندا وألمانيا ودول البلطيق.
رداً على سؤال حول الأمن البحري في القطب الشمالي، أوضح الأدميرال كودل، أن الأسطول الثاني الأميركي مستعد للقيادة والسيطرة على العمليات هناك.
كما حذّر المسؤول أنه في حالة إجراء عمليات هناك، ستكون تحت قيادة الأسطول الأوروبي، لكنه أعرب عن استعداد واشنطن لنقل القيادة إلى الاتحاد الأوروبي عند الحاجة.
الأدميرال كودل، أشار إلى أن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما سبق وأقرت استراتيجية التركيز على مواجهة التهديدات الصينية في المحيط الهادئ، ومن ثم تم تقسيم البحرية الأميركية بشكل 60/40 لتوزيع الأسطول البحري الأميركي بين المحيطين الهادئ والأطلسي.
ووفقاً لهذه الاستراتيجية، يتم تخصيص 60 % من الأسطول الأميركي للمحيط الهادئ و40 % للمحيط الأطلسي، وهذا التوزيع يعكس التحول في التركيز الاستراتيجي للولايات المتحدة نحو منطقة المحيط الهادئ، وخاصة في ضوء الصعود السريع للصين كقوة عالمية، بجانب تحديات الأمن الإقليمي في آسيا والمحيط الهادئ.
ولفت كودل، إلى تنامي القدرات الصناعية العسكرية الصينية خلال الفترة الماضية، قائلا "نعلم أن الصين قادرة على حشد قوة بحرية كبيرة لملء المياه بالكثير من القطع الفتاكة، وهو أمر مقلق، لاسيما في مسرح العمليات البحرية من مضيق تايوان إلى جنوب الصين إلى بحر الفلبين".
وأشار قائد قيادة الأسطول الأميركي، إلى أن كل ذلك القتال في البحر، لا يقتصر على الحجم فحسب، بل على عامل الجودة أيضاً، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تبني أقوى الأسلحة وأكثرها فتكاً في العالم.
وتابع قائلاً "في حين أنه ليس هناك شك في أن الكمية لها جودة في حد ذاتها، وأنه لا يمكنك تجاهل الكمية، لكن ميزة البحرية الأميركية تتمثل في بحاراتها".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة