الناتو يجيب لـ"بلينكس".. لماذا تهتم أميركا بانضمام السويد؟

نائب الأدميرال دانييل دواير، قائد قيادة القوات المشتركة التابعة للناتو في نورفولك، وقائد الأسطول الأميركي الثاني، أوضح لـ"بلينكس" أنه مع انضمام فنلندا بالفعل للناتو، والآمال بانضمام السويد قريباً، ستكون سبع دول من ثمانٍ في القطب الشمالي تحت علم الناتو.

وأوضح "هذا أمر مهم للغاية، إذ تعمل دول القطب الشمالي بصورة جماعية يوماً بعد يوم، ليس فقط من أجل القضايا الاقتصادية والإنسانية والمناخية، ولكن لديها أيضاً نهج متشابه في العمليات في المحيط الأطلسي، ما يضمن بقاء القطب الشمالي خاليا من الصراعات".

وتابع المسؤول الأميركي بحلف الناتو، أن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو يرفع الديناميكية الخاصة بكيفية تعاملنا مع العمليات في القطب الشمالي إلى المستوى التالي، مؤكدا أن دول شمال الأطلسي (النرويج وفنلندا والسويد وأيسلندا والدنمارك) تحت قيادة حلف شمال الأطلسي، تشكّل تكتلاً مهماً فيما بينها، خارج حتى الناتو.

وأشار نائب الأدميرال دواير، إلى أن وجود السويد وفنلندا "يسمح للحلف بالتحرك بسرعة لمواءمة عملياتنا وأنشطتنا في جهد مشترك وموحد".

ونبه دواير، إلى أن مهمته كقائد هيئة الأركان المشتركة تركز أصلاً على تأمين الرابط عبر الأطلسي لضمان تعزيز أوروبا وإعادة إمدادها من أميركا الشمالية، قائلاً: "لضمان بقاء الرابط عبر الأطلسي آمناً علينا أولاً تأمين القطب الشمالي".

وأوضح أن "أي تهديد للرابط عبر الأطلسي من المرجح أن ينبع من القطب الشمالي"، ولذا فإن مشاركة النرويج والسويد وفنلندا وأيسلندا والدنمارك بصورة خاصة في عمليات القوات المشتركة للحلف، "تجلب قدرة فريدة".

مسؤول حلف شمال الأطلسي تابع قائلاً، إنه بالإضافة إلى مساحة اليابسة في النرويج وأيسلندا والمملكة المتحدة والدنمارك وجزر فارو وغرينلاند، ومع إضافة فنلندا، ثم السويد، ستتسع مساحة الحلف في شمال الأطلسي، وهو ما سيوفّر عمقاً استراتيجياً كبيراً لعمليات الحلف هناك.

وأشار نائب الأدميرال دانييل دواير، إلى أنه مع مرور الوقت سيصبح كل الشمال الأوروبي ودول القطب الشمالي، تحت علم حلف شمال الأطلسي، قائلا: "هذا الأمر سيحتم علينا مناقشة كيفية مواءمة الخطط الدفاعية الحالية للدفاع عن النفس تحت مظلة حلف شمال الأطلسي لتلك الدول".

ولم يستبعد دواير إجراء تغييرات مستقبلية على هيكل القيادة والسيطرة، للدفاع بفاعلية عن حلف شمال الأطلسي في القطب الشمالي، من كل الزوايا.

دواير لفت أيضاً إلى أن البحرية الروسية لها وجود كبير في القطب الشمالي، قائلاً "نحن في عمليات قيادة حلف شمال الأطلسي، نتابع عن كثب تصرفات روسيا في أوكرانيا، ولذلك نحافظ على أعلى حالة من الاستعداد لضمان الارتباط عبر الأطلسي، ومع انضمام السويد بعد فنلندا ستكون هناك حدود طويلة على الخط الساحلي مع العدو، لكن الناتو قادر على الدفاع عن نفسه".

أما الجنرال كريس باديا، نائب القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي، فقال لـ"بلينكس"، إنه وفقاً للفقرة الخامسة في معاهدة الناتو (التضامن في حالة العدوان) التي تنص على أنه "الواحد للجميع والجميع للواحد"، على الدولة التي تتقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو فقط عندما يتم التصديق على بروتوكول انضمام الدولة الجديدة من قبل جميع الأعضاء بالإجماع.

وأضاف الجنرال باديا، من مقر قيادة الحلفاء بقاعدة نورفولك بولاية فرجينيا، شرق الولايات المتحدة: "انضمام السويد كدولة مصنعة لأسلحة متطورة وتتمتع بقدرات علمية فائقة في هذا المجال يشكّل إضافة نوعية للحلف، كما أنه يوفر رؤية أفضل على مسرح عمليات شمال الأطلسي".

وأكد مسؤول الناتو، أن انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو يعد "أمراً هائلاً" للحلف، قائلاً "الدولتان ديمقراطيتان قويتان للغاية، وجيشا البلدين يتمتعان بسمعة جيدة جداً وقدرات كبيرة، مع أنظمة تعبئة رائعة".

الناتو، هو تحالف دفاعي يضم 30 دولة، وقد تأسس بعد وقت قصير من نهاية الحرب العالمية الثانية، ويقع مقره الرئيسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، ولكن تهيمن عليه القوة الصاروخية العسكرية والنووية الهائلة للولايات المتحدة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وافق خلال الأيام الماضية، على إحالة طلب السويد لعضوية حلف شمال الأطلسي، إلى البرلمان للتصويت عليه، لكن ما زال غير واضح الموعد الذي سيتم إجراء التصويت النهائي على الطلب السويدي.

ويأتي قرار أردوغان بعد أكثر من عام من المفاوضات مع ستوكهولم التي أرادت الانضمام إلى الناتو على وقع العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قبل قرابة عامين، في حين كانت تركيا بمثابة حجر عثرة أمام تلك الخطوة.

وتقدمت فنلندا والسويد للانضمام إلى الناتو معاً العام الماضي في أعقاب الهجوم الروسي في 24 فبراير 2022، لكن مصيرهما تباعد بعد أن صدّقت تركيا على طلب فنلندا قبل الانتخابات الرئاسية التركية، في حين أجلت النظر في الطلب السويدي، إثر نزاع طويل الأمد بشأن ما تراه أنقرة دعماً للجماعات الكردية، وكذلك القيود المفروضة على صادرات الأسلحة.