كيف تقود غواصة؟.. "بلينكس" في مركز تدريب البحارة الأميركيين

يضم الأسطول الأميركي من الغواصات ما يقارب 54% من ترسانة "الردع النووي" للولايات المتحدة، ولذلك فهو يعد أهم وأقوى سلاح استراتيجي لأميركا، وتدريبات بحارة الغواصات تخضع لمعايير صارمة ومؤهلات عالية، والبعض يكون غير قادر على اجتياز جميع المراحل التدريبية لقسوتها الشديدة.

داخل مركز محاكاة، أُعد خصيصاً لتأهيل قيادي الغواصات المستقبلين، قال الكوماندر براين رودس، لبلينكس: "هنا لدينا تدريب لقيادة الغواصة في 37 ميناء وممراً مائياً تم تصميمها لتحاكي أهم الممرات والموانئ العالمية، مثل قناة السويس، وقناة بنما".

وتابع قائلاً، "في قمرة القيادة، يتدرب البحارة على قيادة الغواصة، والتنسيق من الجسر إلى غرفة التحكم بالأسفل، لتنفيذ مناورات الملاحة الآمنة لمرور الآخرين مع السفن الأخرى".

ونبّه المسؤول العسكري الأميركي، "أنه أحياناً يتم افتراض ظروف جوية سيئة، كما يتم تعطيل بعض المعدات عمداً، لتدريب الطاقم على مواجهة أي مشكلة طارئة، فضلاً عن افتراض سيناريوهات غير متوقعة مثل سقوط بحارة في البحر".

"هنا أي شرارة نيران صغيرة.. قد تتحول لحريق كبير في أقل من دقيقتين"، يشرح مسؤول في هذا القسم.

ويضيف: "لذلك تدريب مواجهة النيران في الغواصات إلزامي لجميع الطاقم، يجب أن نضمن أن الجميع لديه القدرة على مواجهة النيران، لا توجد مطافئ أو خدمات طوارئ تحت المياه".

هكذا قال المسؤول على تدريب مواجهة النيران، متابعاً: "هنا في المركز يتم تدريب الطاقم من خلال مواجهة نيران حقيقية في مساحات ضيقة".

وأشار إلى أنه رغم تعرض البعض لإصابات في أثناء التدريب العملي، فإن ذلك يعد ضرورة لضمان قدرة الطاقم على مواجهة النيران.

بعد الانتهاء من قسم مواجهة النيران، اصطحبنا المسؤول في مركز التدريب، إلى قاعة مواجهة تسربات المياه.

"أي تسرب للمياه، حتى ولو بسيطا، يمكن أن يتحول لكارثة، لا سيما إذا كنت على عمق 400 متر مثلاً تحت المياه، فالضغط يحوّل اندفاع المياه في التسرب إلى عمود من المياه المندفعة، التي قد تصيب البعض حال التعرض لها بصورة مباشرة".

تمتلك البحرية الأميركية 3 فئات من الغواصات الهجومية:

• فئة لوس أنجلوس "إس إس إن 688" وهي الأكثر استخداما، إذ تمتلك 30 منها.

• غواصات "سي وولف" التي تعتبر من الغواصات "الهادئة" بصورة استثنائية.

• غواصات "فيرجينيا إس إس إن 774"، وهي غواصات الجيل الجديد، في البحرية الأميركية، التي من المتوقع أن تصبح بمثابة العمود الفقري لأسطول الغواصات الأميركية حتى 2060 و2070، إذ ستحل محل كل غواصات لوس أنجلوس.

وفي مركز تدريب الغواصات في نورفولك، يتم التدريب أساساً على نماذج غواصات فيرجينيا، وعلى الرغم من أن الجيل الجديد مجهز بجميع أنواع الكاميرات، وأجهزة التنصت والاستشعار عن بعد، فضلا عن أجهزة السونار التقليدية، فإن منظار الغواصات، إحدى أهم العلامات المميزة للغواصات التقليدية، سيظل كما هو مع إدخال تحسينات كبيرة لتوفير رؤية بانورامية للسطح، في حال وجود الغواصة تحت المياه.

موقع بلينكس قام بتجربة المنظار الجديد، واطلع على التحسينات الجديدة التي أدخلت عليه، وهو بالفعل يوفر رؤية بانورامية لسطح البحر، كما يعطي قراءات دقيقة للمسافة والسرعة.