الكبتاغون.. لماذا تحول إلى راعٍ رسمي لحفلات تل أبيب؟

مادة الفينيثايلين، الكبتاغون، هي في الأصل عقار منبه قوي للجهاز العصبي تم تصنيعه من قبل شركة Degussa AG الألمانية في عام 1961.

استخدمت المادة بالأساس لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال، والاكتئاب، والأمراض العصبية المتعلقة باختلال دورة النوم، لكن منظمة الصحة العالمة أدرجته كأحد العقاقير المسببة للإدمان عام 1986، ما دفع معظم دول العالم لحظره.

هذا العقار بدأ بالانتشار بشكل كبير في الشرق الأوسط في العقد الأخير، وتقول الحكومة البريطانية إن حجم تجارته يصل إلى 57 مليار دولار، أو ما يعادل ثلاثة أضعاف تجارة المخدرات المكسيكية، بينما أوردت تقارير أخرى أن حجم تجارة الكبتاغون يصل إلى نحو 10 مليارات دولار.

الاتهام الإسرائيلي لمسلحي كتائب القسام بتناول الكبتاغون، يهدف إلى:

• تدعيم الربط بين حماس وداعش، وهي الحملة الدعائية التي بدأت منذ السابع من أكتوبر، في محاولة لحشد دعم دولي واسع لحربها على قطاع غزة.

• تدعيم رواية ارتكاب فظائع في السابع من أكتوبر، مثل الادعاء بقطع رؤوس أطفال رضع، وحرق بعضهم في أفران، وشق بطون نساء حوامل، وهي ادعاءات أثبتت صحف إسرائيلية كذبها لاحقاً.

في الوقت نفسه، تحذر بعض الأصوات الإسرائيلية من دعم تلك الرواية لأنها تحرف الأنظار عن الدعاية الإسرائيلية الأخرى أن هجوم حماس في ذلك اليوم كان سببه الرئيسي هو "معاداة السامية وكراهية اليهود".

تكرار الحديث عن تأثير الكبتاغون على شاشات التلفزيون وفي الصحف الإسرائيلية وخطابات قادة الحكومة، تسبب في ترويجه في أوساط الشباب الإسرائيلي وأعاده للساحة في حفلات تل أبيب بعد 7 سنوات من اختفائه.

القناة 12 نقلت عن ضابط في الشرطة قوله "تسبب التركيز على هذا المخدر في وسائل الإعلام، في زيادة الطلب عليه، حيث يبيعه تجار مخدرات للشباب والمراهقين في منطقتي الوسط والشارون".

تقول القناة إن الظهور الأول للكبتاغون في تل أبيب كان في العام 2015، وكانت أحد أسباب رواجه، وقتها، انخفاض سعره الذي تراوح بين 20-30 شيكل (5-8 دولار) للحبة الواحدة.

وقالت القناة، الأكثر مشاهدة في إسرائيل، أنه في يوم الإثنين 18 ديسمبر، عثر مفتشو الجمارك على أكياس كبيرة تحتوي على مئات الأقراص من العقار المخدر في ملابس شابتين، تم اعتقالهما على الفور وتحويلهما إلى الوحدة المركزية في الشرطة لإجراء المزيد من التحقيقات.