أفدح خسائر في يومين.. كيف تستقبل إسرائيل أعداد قتلى الجيش؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أن 14 جنديا قتلوا في معارك بقطاع غزة يومي الجمعة والسبت، في بعض من أكثر أيام المعارك دموية منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي في أواخر أكتوبر.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "ندفع ثمنا باهظا للغاية في الحرب، لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال".

وبحسب الأرقام الإسرائيلية الرسمية، بلغ عدد الجنود القتلى 154 منذ بدء الاجتياح البري في غزة. إلا أن هذا الرقم يضم من قُتلوا في المعارك البرية داخل القطاع فقط.

وتقول صحيفة جيروساليم بوست الإسرائيلية، إن 486 جنديا قتلوا منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.

قال المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، في تقرير، إن معدل قتل الجنود الإسرائيليين في حرب غزة يتصاعد.

بحسب المعهد، قُتل 139 جنديا في الفترة ما بين 27 أكتوبر و22 ديسمبر، أي بمعدل 2.53 يوميا.

ومنذ الأول من ديسمبر، ارتفعت نسبة قتلى الجنود 30%، ليصبح المعدل 3.35 كل يوم.

ويشير التقرير إلى أن سبب تلك الزيادة هو انخراط الجنود في معارك معقدة على الأرض، واستفادة مقاتلي حركة حماس من الهدنة، لإعادة التموضع والاستعداد لمعارك قادمة.

المحلل أموس هاريل، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أشار، الأحد، إلى أن إسرائيل تدفع ثمنا باهظا بسبب هجمات حماس الناجحة، مشيرا إلى مخاوف من ردود فعل الإسرائيليين حول ازدياد عدد قتلى جيشهم.

وقال: "الجنود الإسرائيليون الذين قُتلوا في غزة ذهبوا إلى الحرب في 7 أكتوبر مع شعور قوي بأنه لا يوجد خيار آخر. لكن مع مرور الوقت، سيجد الجمهور صعوبة في تجاهل الثمن الباهظ، بالإضافة للشكوك المتزايدة في أن الأهداف الأساسية للحرب لا تزال بعيدة المنال". وأضاف: "لا تظهر حماس أي علامة على الاستسلام في المستقبل القريب".

لا يزال الإسرائيليون يقفون وراء أهداف البلاد المعلنة المتمثلة في سحق قدرات حماس العسكرية وإطلاق سراح الأسرى المتبقين، البالغ عددهم 129 أسيرًا، بحسب تقرير لصحيفة إي بي سي نيوز الأميركية. وظل هذا الدعم ثابتًا في الغالب على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة ضد الهجوم الإسرائيلي وارتفاع عدد القتلى والمعاناة غير المسبوقة للفلسطينيين.

لكن الصحيفة رأت أن العدد المتزايد من الجنود القتلى يمكن أن يقوّض هذا الدعم. وأوضح تقرير الصحيفة أن "مقتل الجنود يُعد موضوعا حساسا وعاطفيا في إسرائيل"، إذ تُفرض الخدمة العسكرية الإجبارية على معظم الإسرائيليين.

وقالت الخبيرة الأمنية والضابطة المتقاعدة في الجيش الإسرائيلي ميري آيسين، لشبكة سي إن إن: "يكون الأمر صعبًا دائمًا عندما يُقتل الجنود، ولكن عندما يكون من بين القتلى هذا المستوى من القياديين، فإن ذلك يضربك في أحشائك". وأضافت: "هؤلاء هم الضباط الذين قادوا مئات الجنود".