الغزاويون يودعون "أسوأ عام" بأمنية "أن نعيش"

حصد عام 2023، نتيجة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، أرواح 21 ألفا و672 شخصا على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة، وهي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.

ويستقبل عشرات آلاف الجرحى العام الجديد في ظل تدهور المنظومة الصحية في القطاع، حيث أخرجت المعارك 23 مستشفى و53 مركزا طبيا عن الخدمة بينما دمّرت 104 سيارات إسعاف، وفق وزارة الصحة في غزة.

وقال محمود أبو شحمة من مخيم للنازحين في رفح عند الحدود مع مصر "كنا نأمل بأن يأتي العام 2024 في ظل ظروف أفضل وبأن نحتفل برأس السنة في منازلنا مع عائلاتنا".

وأضاف أبو شحمة (33 عاما) النازح من خانيونس في جنوب قطاع غزة أيضا، "نأمل بأن تنتهي الحرب ويكون بإمكاننا العودة إلى منازلنا والعيش بسلام".

في اليوم الـ85 للحرب، لا تظهر أي مؤشرات عن تراجع القصف والمعارك رغم الخسائر البشرية الفادحة والمتزايدة والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

وبينما تستهدف الغارات الإسرائيلية مدن القطاع مثل خانيونس ورفح، كان السكان وبينهم العديد من النازحين، يبحثون عن ملجأ للاحتماء به من القصف الإسرائيلي المتواصل.

وقالت أم لؤي أبو خاطر (49 عاما)، التي نزحت من خانيونس بسبب القتال إلى مخيم مؤقت للاجئين في رفح: "كفانا من هذه الحرب! نحن منهكون تماما. ننزح باستمرار من مكان إلى آخر وسط البرد".

قال أحمد الباز (33 عاما)، وهو فلسطيني من غزة نزح إلى رفح: "2023 هي أسوأ سنة في حياتي. كانت سنة دمار وخراب. عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا".

وفي أثناء تشييع الصحافي جبر أبو هدروس في مدينة دير البلح، هاجم زميله إصلاح المدهون الجيش الإسرائيلي، قائلا إن إسرائيل لم تعد تحترم القانون الدولي وتواصل استهداف الصحافيين.

وتم الإبلاغ عن بعض القتلى مؤخرا عندما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مخيمي اللاجئين في النصيرات والبريج خلال يومي الجمعة والسبت.

قال مصطفى أبو واوي، أحد سكان النصيرات، إن غارة أصابت منزل أحد أقاربه، ما أسفر عن مقتل شخصين.

وأضاف، عبر الهاتف في أثناء قيامه بالبحث مع آخرين عن 4 أشخاص مفقودين تحت الأنقاض، إن "الاحتلال (الإسرائيلي) يبذل قصارى جهده لإجبار الناس على المغادرة. إنهم يريدون كسر روحنا وإرادتنا لكنهم سيفشلون. نحن هنا لنبقى".

سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، اضطر 85% منهم إلى الفرار وفقًا للأمم المتحدة- يواجهون وضعًا إنسانيًا كارثيًا.

وعلى الرغم من دعوات أممية من أجل وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ومساعي الوسطاء الدوليين للتوصل إلى هدنة جديدة في المعارك، فإن عقارب الساعة تتجه لإعلان نهاية 2023 دون أمل للفلسطينيين بنهاية معاناتهم.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار الأمراض المعدية بين سكان غزة.

كما قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين، إن غزة تواجه مجاعة كارثية. وأضافت الوكالة أن الجوع يهدد 40% من سكان غزة.