الدولار يخنق الدواء في مصر.. 2500 صنف مفقود من الأسواق

يقول الدكتور عمرو المغربي عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن نحو ألفين و500 صنف دوائي غير متوفر في السوق المصرية، من بينها أدوية لعلاج أمراض مزمنة، وألبان الأطفال.

وأضاف أن الدواء محدد بسعر ثابت في مصر، ما يعني أن الشركة المنتجة مُلزمة ببيع الدواء بهذا السعر، ولكن بعد تغيير سعر الدولار مقابل الجنيه المصري خلال الفترة الماضية زادت تكلِفة إنتاج الدواء.

وتعاني مصر من شُحٍّ في الدولار، واختلاف سعره بين السوقيْن الرسمية والموازية.

يُوضّح المغربي أن سعر الدواء لا يرتبط فقط بالمواد الخام المستخدمة أو المواد الفعالة لتركيب الدواء، ولكن هناك أيضاّ مستلزمات مكمِّلة لإنتاج الدواء، مثل التغليف، وتوفير زجاجات التعبئة.

وكل هذه المكونات، المحلية منها أو المستوردة، يتغيّر سعرها باستمرار، ما تسبب في أنْ أصبحت تكلفة الإنتاج تتخطى تكلفة البيع، كما يُوضّح عضو مجلس نقابة الصيادلة.

ووفق وسائل إعلام محلية، أكد رئيس هيئة الدواء المصرية تامر عصام، في وقت سابق من العام، أن سوق الدواء المصري من أكبر الأسواق في المنطقة، ويتجاوز حجمه 170 مليار جنيه.

توفر هيئة الدواء المصرية خطاً ساخناً يمكن للمريض من خلاله معرفة أماكن توفر الأدوية، وقد يستعين البعض بالتطبيقات الطبيّة التي ترشّح للمريض الصيدليات التي يتوفر فيها الدواء في المنطقة المحيطة به.

وقد يلجأ آخرون لحل آخر إذا كانت الأدوية تُؤخَذ باستمرار، ولديهم رفاهية الانتظار، مثل أحمد المغترب المصري الذي يعيش في الخليج، والذي حمل في حقيبته خلال عطلته السنوية هذا العام أدوية بدلاً من الهدايا المعتادة للعائلة والأصدقاء.

طلب منه بعض المحيطين به شراء مكمِّلات غذائية، إذ لم يتمكنوا من إيجادها في الصيدليات المصرية أو يخشون أن تكون "مضروبة"، فتنتشر أخبار عديدة عن ضبط السلطات المصرية آلاف العبوات من المكملات الغذائية غير الصالحة للاستخدام.

ويرى عمرو المغربي، عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن من الممكن تخفيف عبء البحث عن الأدوية إذا وثِق المريض في الصيدلي المصري، ووصف الطبيب الدواء بالاسم العلمي بدلًا من الاسم التجاري.

يُضيف أن الصيدلي على دِراية بالأدوية المَثيلة، وهي التي تتكون من المواد الفعّالة نفسها، لكن تنتجه شركة أخرى، أما في حالة وجود دواء بديل ليست لديه التركيبة نفسها، ولكن ذات التأثير نفسه، فينصح الصيدلي بالرجوع للطبيب المعالج، لأنه يمكن أن يسبب بعض الآثار الجانبية.

وينصح المغربي بتفعيل دور ما وصفه بالصيدلي المُجتَمَعِي، وهو الذي يقدم الخدمات الصيدلية والمعرفية لمنطقة بعينها. هذا الأمر قد يساعد من وجهة نظره في زيادة ثقة المريض في الدواء المماثل الذي قد ينصح به الصيدلي.