كيف تحولت الجامعات الإسرائيلية إلى "مناطق مسلحة"؟

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، احتك الطلاب الإسرائيليون، الذين أمضى بعضهم الأشهر الماضية في القتال في غزة أو فقدوا أصدقاء وعائلات في هجوم حماس في الـ7 من أكتوبر، بالطلاب العرب.

وبعض هؤلاء الطلاب العرب لديهم أقارب قُتلوا في غزة أو تم استهدافهم وإسكاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب آرائهم حول الحرب.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، يدرس في جامعة حيفا حوالي 1500 جندي احتياط إسرائيلي.

تقول الصحيفة "يطلب من الطلاب الجنود إبقاء أسلحتهم معهم في جميع الأوقات. ونتيجة لذلك، يقوم الطلاب المسلحون حديثا بإحضار بنادق نصف آلية إلى صفوف الدراسة".

وتقول الصحيفة إن أكثر من 50% من الطلاب الإسرائيليين والعرب يخشون الجلوس في الفصول الدراسية مع بعضهم البعض، وإن 1 من كل 2 من العرب يفكرون في عدم العودة إلى الجامعة على الإطلاق.

يدعو وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الإسرائيليين إلى حمل السلاح، حتى قبل هجوم السابع من أكتوبر، وبعد الحرب قام بن غفير بتوزيع الأسلحة شخصيا في مختلف أنحاء إسرائيل.

وقال الوزير اليميني المتطرف في الـ16 من أكتوبر على حسابه على إكس "قمنا الأسبوع الماضي بتوزيع آلاف الأسلحة في الجنوب والشمال. ومن هنا أواصل توزيع الأسلحة في مدن أخرى"، مضيفا أن مئات الآلاف من الإسرائيليين يستحقون حمل السلاح".

وقال بن غفير إن وزارته تلقت، حتى ديسمبر، أكثر من 260 ألف طلب من أجل الحصول على رخصة حمل سلاح في إسرائيل، بحسب ما نقلت عنه تايمز أوف إسرائيل.

وقالت الصحيفة في مقال سابق منفصل، إن عدد تلك الطلبات التي تقدم بها الإسرائيليون منذ 7 أكتوبر يعادل عدد الطلبات المقدمة في السنوات الـ20 السابقة.

انتشرت صورة للمذيعة الإسرائيلية ليتال شيميش على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تقدم برنامجا تلفزيونيا بسلاح فردي على خصرها.

وشاركت ليتال شيميش الصورة على حسابها على موقع إكس وعلقت "لا تعبثوا مع الإسرائيليات".

وأظهرت صور فوتوغرافية نشرتها وكالة فرانس برس في نوفمبر، مستوطنين إسرائيليين في مركز للتدريب على الرماية باستخدام أسلحة فردية في مستوطنة مجدال عوز في الضفة الغربية.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، في ديسمبر، إن متطوعين إسرائيليين يسلحون أنفسهم ويتدربون و يشكلون مجموعات للقيام بدوريات في الشوارع.

وفي ظل ازدياد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، أشارت الصحيفة إلى قلق أميركي من أن تزيد البنادق الهجومية الأميركية التي بيعت للحكومة الإسرائيلية من الفوضى.

وأضافت الصحيفة أن جنود الاحتياط أصبحوا يحملون بنادقهم عند اصطحاب أطفالهم إلى الملعب مثلا أو عند الذهاب لاحتساء القهوة مع الأصدقاء.

وقالت واشنطن بوست في تقريرها "تزايد الاهتمام بالأسلحة يُعد تحولا بالنسبة لبلد يثق فيه المواطنون تقليديا بالجيش والشرطة لحمايتهم".