وقود لصناعة الحساء.. ماذا يحدث في "قوة الصواريخ" الصينية؟

"هوت بوت" هي حساء ساخن تمكن أفراد من الجيش الصيني من إعداده بـ"مساعدة الفساد المتفشي"، حسب ما قال الضابط.

وقال الضابط السابق إنه وأفراد آخرون اعتادوا استخدام الوقود الناتج عن الصواريخ لطهي وجبات الطعام، بما في ذلك طبق الحساء الصيني الشهير.

قال ياو تشينغ، الذي تم تحديده على أنّه مقدّم سابق وضابط أركان في الجيش الصيني والذي ورد أنه فر إلى الولايات المتحدة خلال عام 2016، إنه عندما كان في الجيش، كان هو وآخرون "يستنزفون الوقود من خزانات وقود الطائرات لأغراض الطهي، والذي يحترق باللون الأخضر وليس له رائحة على الإطلاق".

يقول ياو إنه عندما كان في الجيش، كان هو وآخرون "يحصلون على الوقود من خزانات وقود الطائرات لأغراض الطهي، والذي يحترق باللون الأخضر وليس له رائحة على الإطلاق".

وتابع: "عندما كنا نأكل الوجبة الساخنة، كنا نقوم بإخراج الوقود الصلب الموجود في الصواريخ، لأنه لم تكن هناك إمدادات كافية".

يقول ياو إنه عندما كان يحتاج إلى الطهي، "كان يذهب في كثير من الأحيان إلى مستودع الأسلحة ويطلب منهم قطعة مستديرة صغيرة من الوقود الصلب لإعداد وجبة ساخنة".

"هوت بوت" هي وجبة صينية تقليدية مشتركة تشتمل على وعاء يوضع على الطاولة وتطهى فيه اللحوم والأطعمة البحرية والخضروات وغيرها من المأكولات، حسب بيزنس إنسايدر.

ويأتي وصف ياو لتجاربه في الجيش الصيني وسط تقارير توثق استمرار قضايا الفساد في الجيش.

أظهرت تقارير للمخابرات الأميركية عن وقوع حالات فردية لتعبئة الصواريخ بالماء بدلا من الوقود، ومشاكل في صوامع الصواريخ، وفقا لبلومبرغ.

ورغم أن هذه التقارير تُسلّط الضوء على المشكلات، فمن غير الواضح إلى أيّ مدى تؤثر هذه القضايا على قدرات الصين واستعدادها بشكل عام.

بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، أقيل ٥ من القادة العسكريين في قوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني، وهي جزء رئيسي من القدرة النووية للبلاد، بالإضافة إلى قائد سابق للقوات الجوية. واثنان آخران يخدمان في اللجنة العسكرية المركزية، وآخر في القيادة البحرية.

وكشفت الصحيفة عن أسماء القادة وهم: لي يوتشاو، قائد قوة الصواريخ، الذي شغل المنصب من يناير الماضي قبل استبداله في يوليو، ونائبه السابق تشانج زينزهونج، الذي يشغل منصب نائب قائد القوة منذ عام 2016 حتى عام 2022 ثم نائب رئيس الطاقم العسكري المشترك للجنة الأركان المركزية.

ووفقا للتقارير، تم وضع كليهما تحت تحقيق مكافحة الفساد في وقت سابق من هذا العام، جنبا إلى جنب مع نائب آخر سابق لـ"لي".

لم توضح بكين سبب إقالة الجنرالات، لكن محللين قالوا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست إن الأدلة تشير إلى فساد يتعلق بتوريد المعدات من قبل قوة الصواريخ في الجيش.

وتوقع المحلل في جامعة لي كوان يو للسياسات العامة في سنغافورة، ألفريد وو، إقالة المزيد من القادة في الجيش الصيني مشيرا لعملية فساد واسعة في قسم صناعة الصواريخ.

واختفى وزير الدفاع السابق الذي كان يرأس قوة الصواريخ، أيضا، واي فنغهي، وحين سئل الصحافيون عن مكان تواجده قال متحدث باسم وزارة الدفاع في أغسطس إن الجيش لا يتسامح مطلقا مع الفساد.

تعد التوترات الذي يشهدها بحر الصين الجنوبي هي أبرز التحديات التي تواجه الجيش الصيني في الفترة المقبلة، في ظل مناوشات متواصلة من الجارة الفلبين التي وصل بها الأمر إلى اختراق المجال الجوي الصيني بالمقاتلات.

وعلقت صحيفة "الشعب" اليومية، القريبة من الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، على اختراق المجال الجوي الصيني قائلة: "الفلبين اعتمدت على دعم الولايات المتحدة لاستفزاز الصين بشكل مستمر بمثل هذا السلوك الخطير للغاية، الذي يلحق ضررا بالغا بالسلام والاستقرار الإقليميين".