"البرج 22" يلهب الأجواء بين أميركا وإيران.. هل حانت المواجهة؟

قال الرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولون أميركيون، الأحد، إن 3 عسكريين أميركيين قُتلوا، وأصيب 25 في هجوم بطائرة مسيرة على قوات أميركية متمركزة في شمال شرق الأردن قرب الحدود مع سوريا.

وقال مسؤول أميركي لرويترز، إنه يجري تقييم حالة 34 عسكريا على الأقل، للاشتباه في إصابات رضية بالدماغ.

وقع الهجوم على قاعدة "البرج 22" الأميركية في الأردن، بحسب شبكة سي إن إن، التي نقلت عن مسؤولين أن الطائرة المسيرة ضربت موقعا بالقرب من الأحياء السكنية للجنود في القاعدة.

وأضافت الشبكة أنه من غير الواضح سبب فشل الدفاعات الجوية في اعتراض المسيرة، الذي يبدو أنه أول هجوم على البرج 22 منذ 17 أكتوبر.

اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، الأحد، جماعات مسلحة مدعومة من إيران بتنفيذ الهجوم.

وقال بايدن في بيان: "بينما ما زلنا نجمع الحقائق عن هذا الهجوم، نعرف أنه من تنفيذ جماعات مسلحة متشددة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق".

وأضاف بايدن أن الهجوم وقع مساء السبت، في إشارة إلى التوقيت المحلي لأميركا.

وقال بايدن، في البيان الذي أصدره البيت الأبيض: "سنبقي على الالتزام بمحاربة الإرهاب. وسنحاسب، بلا شك، كل أولئك المسؤولين في الوقت الذي نحدده وبالطريقة التي نختارها".

وهي التصريحات التي كررتها نائبته كامالا هاريس، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي قال إن "القوات المدعومة من إيران مسؤولة عن الهجمات المستمرة على العسكريين الأميركيين، وسنتخذ الخطوات اللازمة لحماية الولايات المتحدة وقواتنا في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة".

علق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، على هجوم الأردن، ملقيا باللوم على ما سماه "ضعف" الرئيس الحالي جو بايدن، في حين قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون: "على أميركا أن ترسل رسالة واضحة للعالم أن الهجمات على قواتنا لن يتم التسامح معها".

بينما دعا بعض الأعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي إلى رد فعل ضد إيران، إذ قال السيناتور الأميركي الجمهوري توم كوتون، في بيان: "انتقام عسكري مدمر"، ردا على الهجوم على القوات الأميركية، ضد ما وصفه بـ"قوى إيران الإرهابية" داخل إيران وفي الشرق الأوسط.

ونشر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام على منصة إكس رد فعل مقتضبا، إذ قال "اضربوا إيران الآن.. اضربوهم بقوة".

وتساءل السيناتور تشاك غراسلي على منصة إكس: "هل سيتخذ الرئيس بايدن أخيرا إجراء حاسما ضد إيران".

وعلى الفور، بدأ مقاتلون مدعومون من إيران في شرق سوريا بإخلاء مواقعهم، خوفًا من ضربات جوية أميركية، وفقًا لعمر أبو ليلى، الناشط الإعلامي المقيم في أوروبا، إذ قال لوكالة الأسوشيتد برس إن هذه المواقع في الميادين والبوكمال.

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن ما يسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" تبنت الهجوم، وهي مظلة تضم "كتائب حزب الله" و"النجباء" ومجموعات أخرى مدعومة من إيران.

هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف تلك الفصائل، وتحديدا "كتائب حزب الله"، قوات أميركية في المنطقة. إلا أنها المرة الأولى التي يُقتل فيها جنود.

وأصيب 4 جنود أميركيين في 21 يناير بإصابات دماغية رضية بعد تعرّض قاعدة عين الأسد الجوية العراقية لعدة صواريخ باليستية وصواريخ أطلقها مسلحون متحالفون مع إيران من داخل العراق، واتهمت أميركا "كتائب حزب الله" بشن ذلك الهجوم.

ونفذت الولايات المتحدة ضربات في العراق، ردا عليه.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وقتها، في بيان: "نفذت قوات الجيش الأميركي ضربات ضرورية ومتناسبة على 3 منشآت تستخدمها مليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران، وجماعات أخرى تابعة لإيران في العراق".

تعرضت قوات أميركية في العراق وسوريا للهجوم أكثر من 160 مرة من مسلحين متحالفين مع إيران منذ بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في الـ7 من أكتوبر عام 2023، بحسب صحيفة واشنطن بوست. وبحسب مسؤول أميركي نقلت عنه سي إن إن، أدت تلك الهجمات إلى إصابة 70 جنديا.

وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا، وألفان و500 جندي في العراق يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية، لمنع عودة ظهور تنظيم داعش الذي استولى في 2014 على مناطق كبيرة من كلا البلدين قبل هزيمته.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خطوات لإخراج القوات الأميركية بعد غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد، خلال وقت سابق من الشهر الجاري أدانتها الحكومة.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، إنها لم يتم إخطارها رسميا بأي خطط لإنهاء وجود القوات الأميركية في البلاد، وتقول إن قواتها منتشرة في العراق بناء على دعوة من الحكومة في بغداد.