الرد في ملعب أميركا.. في أي مرمى تأتي "الضربة"؟

لا شك أن ضربة أميركية داخل الأراضي الإيرانية ستكون غير مسبوقة، فهل ذلك على طاولة خيارات بايدن؟

يقول تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه بمراجعة سياسة إدارة الرئيس بايدن تجاه إيران لا يبدو أن ضربة بهذا الحجم تحظى بفرصة كبيرة. إذ انتهجت الإدارة الأميركية الحالية موقفا "أقل تصادمية" مع إيران حتى اليوم، فهل تتغير سياستها بعد الهجوم على قاعدة لها في الأردن؟

2024 هو عام الانتخابات الأميركية، وعدم شن ضربة قوية يصوّر بايدن، على الأرجح، بحسب محللين تحدثوا للصحيفة، بوصفه رئيسا ضعيفا في مواجهة إيران.

لكن، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين 29 يناير، أن أميركا سترد "بصورة حازمة على أي عدوان"، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض خلال اليوم نفسه: "نحن لا نسعى لحرب مع إيران".

يمكن للولايات المتحدة أن ترد بصورة متناسبة من خلال استهداف حلفاء إيران وشبكات وكلائها في جميع أنحاء المنطقة، بدلاً من طهران نفسها.

وبحسب الصحيفة، يمكن لإدارة بايدن الاختيار من بين مجموعة من الخيارات التي لا تصل إلى حد ضرب إيران مباشرة، مثل ضرب مواقع فيلق القدس التابع لإيران في سوريا والعراق واليمن، أو ضرب السفن الإيرانية في البحر، أو شن هجوم واسع على المليشيات المدعومة من إيران التي يُعتقد أنها نفذت الهجوم على "البرج 22".

وتوقع المتحدث باسم اتحاد مصدري النفط الإيراني، حامد حسيني، المقرب من حكومة طهران، أن أميركا ستهاجم "وكلاء إيران في العراق".

وقال مستشار استخباراتي أميركي، نقلت عنه وول ستريت جورنال، إن الحرس الثوري ووكلاءه في دير الزور وأجزاء أخرى من شرق سوريا هم على رأس قائمة الضربات الأميركية، وإن تحركاتهم تتم مراقبتها عن كثب بوساطة الطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية.

على الرغم من أن أميركا تفرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران بالفعل، فإن إقرار المزيد يبقى خيارا محتملا.

هدف العقوبات المفروضة على إيران حتى اليوم كان الضغط عليها في ملف برنامجها النووي، والصواريخ الباليستية، والحد من قدرتها على تمويل مليشيات تزعزع الاستقرار الإقليمي.

ومع ذلك، طوّرت إيران نظاما تجاريا وماليا دوليا، للالتفاف على تلك العقوبات.

ويقول بعض المشرعين ومسؤولي الأمن الأميركيين السابقين، إن الولايات المتحدة يمكن أن تكثف تطبيق العقوبات الحالية، خاصة تعطيل مبيعات الطاقة وفرض عقوبات على الشركات والبنوك الأجنبية التي تساعد إيران، ويشمل ذلك كيانات في الصين.

إحدى عقبات هذا النهج هي أن إدارة بايدن سعت في السابق إلى تخفيف الضغوط الاقتصادية على الصين كجزء من محاولة لإعادة الاتصالات بين البلدين.

وهناك خيار آخر أمام الولايات المتحدة للرد على الضربات، وهو الحصول على الدعم من حلفائها الغربيين، لتبني العقوبات واسعة النطاق التي فرضتها الولايات المتحدة على الاقتصاد الإيراني.

وبحسب مسؤول أميركي -أصر على عدم الكشف عن هويته- في تصريحات لأسوشيتد برس، فإن الروايات الأولية تشير إلى أن المسيّرة التي ضربت المنشأة المعروفة باسم "البرج 22" ربما تم الخلط بينها وبين طائرة أميركية دون طيار كانت تحلق أيضا في الهواء بالوقت نفسه.

وقال المسؤول، إنه "بينما كانت مسيّرة العدو تحلق على ارتفاع منخفض، كانت أخرى أميركية تعود أيضا إلى القاعدة، ونتيجة لذلك، لم يكن هناك أي جهد لإسقاط طائرة العدو المسيرة".

وقتلت الضربة على القاعدة الأميركية، الأحد 28 يناير، 3 جنود أميركيين وجرحت العشرات. واتهمت الولايات المتحدة مليشيات مدعومة من إيران بالوقوف خلفها، متوعدة بالرد.