هل يعاقب سموتريتش الضفة بزيادة المستوطنات؟

نفذ، ظهر الخميس 22 فبراير الجاري، 3 فلسطينيين من بيت لحم عملية إطلاق نار قرب مستوطنة معاليه أدوميم، وأسفرت العملية عن مقتل إسرائيلي وإصابة 11 آخرين، 3 منهم أصيبوا بجروح خطيرة.

وإثر هذه العملية، نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تقريرا قالت فيه إن سموتريتش أعطى الضوء الأخضر لبناء وتمويل 3 آلاف وحدة استيطانية كرد على الهجوم الذي وصفه بـ"الدامي" في معاليه أدوميم.

سموتريتش الذي اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، الخميس، قال في بيان له مساء اليوم نفسه، إنه قرر المضي قدما بخطط بناء 2350 وحدة استيطانية جديدة في معاليه أدوميم القريبة من القدس والمقامة على أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس، و300 وحدة في مستوطنة كيدار شرق القدس المقامة على أراضي قرية السواحرة الفلسطينية، و694 وحدة في مستوطنة إفرات بين بيت لحم والخليل.

سموتريتش يرى أن قراره هو "الرد الصهيوني المناسب"، واصفا ما حدث في معاليه أدوميم بـ"الإرهاب".

ويبرر وزير المالية قراره بأنه يريد أن يُعلم "كل (..) من يخطط لإلحاق الأذى بنا، إن رفع إصبعه ضد المواطنين الإسرائيليين سيقابل بضربة قاضية (..)".

وحصلت تايمز أوف إسرائيل على معلومات تفيد بأن اللجنة الفرعية العليا للتخطيط، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع تحت رعاية سموتريتش، ستجتمع خلال الأيام المقبلة للمضي قدما في بناء المستوطنات.

ترى الصحيفة الإسرائيلية أنه من شبه المؤكد أن تتسبب هذه الخطوة في حدوث صدع مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي تتعرض بالفعل لضغوط محلية ودولية كبيرة بسبب دعمها لإسرائيل في حربها على غزة. واعتبرت إدارة بايدن بناء المستوطنات الإسرائيلية عائقا رئيسيا أمام حل الدولتين.

ولطالما أثارت حكومة نتنياهو غضب إدارة بايدن بسبب سياساتها في الضفة الغربية. ومثال ذلك عندما أدت الموافقة خلال العام الماضي على عدد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، قامت الولايات المتحدة باستدعاء سفير إسرائيل في واشنطن للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن.

وأدى عنف المستوطنين في الضفة الغربية إلى فرض عقوبات هي الأولى من نوعها ضد "متطرفين إسرائيليين" من قبل إدارة بايدن، ومن المقرر الإعلان عن عقوبات إضافية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، حسب ما قال مسؤولون أميركيون لتايمز أوف إسرائيل.

منذ 7 أكتوبر، قُدم 17 مخططا رئيسيا للحكومة الإسرائيلية لبناء المستوطنات، وتشمل هذه المخططات 8 آلاف و434 وحدة سكنية لليهود في مناطق القدس. ويجري تطوير ما يقرب من 3 آلاف منها، وفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وتقول هآرتس إن خطة توسيع الاستيطان بدأت بعد يومين فقط من الحرب، ففي 9 أكتوبر أعطت لجنة التخطيط اللوائية في القدس موافقتها على كيدمات صهيون وهو مشروع استيطاني جديد. وفي شهر يناير، تمت الموافقة على خطط لمشروع آخر في القدس الشرقية، وهو جفعات حشاكيد.

وتقول هآرتس إن لجنة التخطيط لبناء هذه المستوطنات رفضت الاعتراضات على خططها.

مستوطنات الضفة الغربية استفادت كثيرا من الموافقات السريعة للغاية من قبل سلطات تقسيم المناطق في الضفة الغربية المسماة إسرائيليا بـ"يهودا والسامرة". وكشفت هآرتس أن 3 آلاف وحدة استيطانية في الضفة يجري تطويرها بسرعة فائقة استغلالا لأحداث الحرب الدائرة في غزة.

ونشرت وكالة الأناضول تقريرا في 28 نوفمبر، أفاد بأن الحكومة الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر حولت مئات ملايين الشواكل لصالح مشاريع استيطانية في الضفة الغربية والقدس.

ونقت الوكالة عن منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية وصفها للمستوطنين وخطوات الحكومة السريعة تجاه تمويل الاستيطان "لصوص الليل في خضم الحرب" لأنهم "يمولون المشاريع الاستيطانية ويمولون إعادة إعمار غلاف غزة على حساب مواطني إسرائيل" حسب تعبير المنظمة.