جدار الصوت.. رعبٌ مصدره السماء

في حديث عبر "بلينكس"، تقول سهيلة إن الأمور كانت على ما يرام قبل اختراق الطائرة الإسرائيلية لجدار الصوت، وتضيف "الساعة كانت تشير إلى الثالثة ظهرا يوم الخميس. فجأة سمعنا إنفجارا قويا تبعه صوت هدير طائرة كأنها كانت تحلق على علو منخفض. ما حصل كان أشبه بصوت غارة. بعد ثوانٍ سمعنا انفجارا آخر. حينها، ظننا أن قصفا قد حصل".

ما قالته سهيلة يتقاطع مع ما قاله طارق (17 عاما) وهو شاب من التابعية السورية يقطن في برجا.

يصف طارق عبر "بلينكس" ما حصل بـ"اللحظة المرعبة"، ويضيف "سمعنا دوي انفجارات عنيفة.. كنت أتواجد في صالون الحلاقة الذي أعمل به.. من شدة الصوت، وقعت البضائع المصفوفة عن الرفوف".

برجا هي بلدة تبعد أكثر من 60 كلم عن الحدود مع جنوب لبنان، حيث تدور إشتباكات عنيفة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر الماضي.

البلدة نفسها محاذية لبلدة جدرا التي استهدفتها إسرائيل قبل أكثر من شهر في محاولة لاستهداف القيادي في حركة "حماس" باسل الصالح. أيضا، في محيط برجا مجمعات يتواجد فيها "حزب الله" بشكل علني.

بسبب تلك التجمعات، بات سكان المنطقة يتوقعون حصول قصف في أي لحظة على اعتبار أن تلك الأماكن قد تشكل بنك أهداف بالنسبة للإسرائيليين.

ما حصل في برجا أيضا شهدته مدينة صيدا خلال التوقيت نفسه، حيث خرقت طائرة حربية إسرائيلية جدار الصوت هناك.

ميرا شابة لبنانية تبلغ من العمر 21 عاما وتعمل داخل متجر في صيدا، روت لبلينكس لحظات الهلع التي عاشتها، وقالت "في تلك اللحظة ظننا أن إسرائيل بدأت بقصف المخيمات الفلسطينية باعتبار أن مخيم عين الحلوة في صيدا على مقربة منا".

سهيلة وطارق استعانا مباشرة بتطبيق "فيسبوك" لاستقاء أي معلومة توضح ما حصل في سماء منطقتهم.

السيدة تقول لبلينكس إنها بدأت تسعى لرصد منشورات لناشطين عن طبيعة الانفجار بعد حصوله، وتضيف "حينما قرأت أن ما حصل هو خرق لجدار الصوت، ارتحت قليلا.. في لبنان لا صافرات إنذار ولا أنظمة تحذير.. لهذا، ليس لنا إلا فيسبوك كملجأ لاستقاء المعلومات السريعة لأن الكثير من الأشخاص ينشرون أخبارا فورية لاسيما في ظل التوتر".

بشكل مبسط، فإن خرق جدار الصوت هو عملية تحدث بسبب الصدمة الناجمة من انتقال جسم ما عبر الهواء أسرع من الصوت، مما يخلق تغيرا في الضغط الجوي.

موقع القوات الجوية الأميركية يقول إن سرعة الصوت تبلغ نحو 1207 كيلومتر في الساعة (750 ميل) عند مستوى سطح البحر وعندما تتجاوز الطائرة هذه السرعة تولد موجات تصادمية تنتشر في جميع الاتجاهات نتيجة ضغط جزيئات الهواء أمامها، وهذا التغير المفاجئ في الضغط يخلق الانفجار الصوتي الذي يسمع في الأرض كأنه انفجار أو رعد.

ويؤثر جدار الصوت على الأبنية، التي قد تتهدم جزئيا، كما أنه يسبب في تحطيم النوافذ والزجاج في المنطقة التي نفذت الطائرة فوقها جدار الصوت، كلما كانت الطائرة أقرب إلى الأرض كلما كان الصوت وقوة الانفجار الذي ولده جدار الصوت أقوى.

من ناحيته، يقول الخبير الجيولوجي اللبناني طوني نمر لبلينكس إن "الموجات الصوتية الناجمة عن خرق جدار الصوت تؤثر على كل ما هو موجود على وجه الأرض".