أسئلة لبنانية "مشروعة" بعد مقتل باسكال سليمان

الرواية الأمنية التي قدمها الجيش اللبناني الثلاثاء، تقول إن سليمان قُتِل من قبل خاطفيه أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا.

في المقابل، تقول مصادر أمنية متابعة للتحقيقات لبلينكس إن سليمان لم يفارق الحياة داخل الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن هذا الأمر حصل لدى نقله إلى داخل الأراضي السورية عبر معبر غير شرعي يربط محافظة عكار في شمال لبنان بالداخل السوري.

المصادر قالت أيضاً إن سليمان لم يتعرض لإطلاق نار أبداً، بل تم ضربه من قبل الخاطفين على رأسه، ونظراً لشدة الضربات التي تعرض لها، فارق الحياة بعد مدة من اختطافه، وقد تم العثور على جثته بين منطقتي آكوم وآكروم في شمال لبنان، ولكن من الجانب السوري.

المعلومات هذه تنفي فرضية نقل جثة من لبنان إلى خارج الحدود، علماً أن المسافة بين جبيل والحدود في عكار تحتاج أقله إلى ساعتين من الوقت عبر الطريق البري، بحسب المصادر.

لكن في المقابل، فإن السؤال الأبرز هنا يرتبط بالطرق التي سلكها الخاطفون الذين قاموا بتبديل السيارات بعد حادثة الخطف.

النقطة هذه توضحها المصادر بالقول "هناك سبل عديدة للوصول إلى المنطقة الحدودية، وإن كانت هناك حواجز أمنية على الطريق داخل لبنان، فغالباً لا يتم إخضاع السيارات فيها للتفتيش إلا إذا كانت هناك معلومات أمنية تفرض ذلك".

الرواية الأمنية المعلنة في لبنان قالت إن الهدف من حادثة خطف سليمان هو "سرقة سيارته".

المصادر المعنية بالتحقيق أبلغت بلينكس إن مركبة سليمان خرجت من لبنان بالفعل مع سيارة أخرى رافقتها.

تقول المصادر إن الأمر الذي حصل، يُظهر أن الحادثة مرتبطة بعملية سرقة بالدرجة الأولى، موضحةً أن السيارات التي تم العثور عليها في لبنان هي "هيونداي آكسنت" محملة بلوحات أجنبية، ومن خلالها تمت عملية الخطف في البداية.

المعلومات تقول أيضاً، أن أمر العثور على هاتف سليمان في بلدة ميفوق في شمال لبنان، قدّم أدلة جديدة على أن الحادثة ليست أمنية أو سياسية، وتقول "لو كان الهدف هو سياسي أو للحصول على معلومات معينة، لكان الهاتف ظل بحوزة الخاطفين داخل سوريا من أجل تفريغه".

ما تبين من خلال التحقيقات هو أن المنطقة التي عثرت عليها جثة سليمان هي جردية، وتقول مصادر بلينكس إن هذه المنطقة تعتبر محوراً لعصابات التهريب والسرقة، كما أن هناك سلسلة معابر غير شرعية هناك تربط الداخل اللبناني بسوريا.

المصادر قالت أيضاً، إن دور المعابر غير الشرعية في تلك المنطقة، ساهم خلال السنوات الماضية بتعزيز عمليات التهريب، مشيرة إلى أن العصابات تستحدث دائماً معابر جديدة بهدف تغيير خططها باستمرار وعدم سلوك طريق دائم.

حزب "القوات" يطالب بعدم تمييع التحقيقات وبجلاء حقيقة مقتل سليمان بأسرع وقت، في حين أن وصفه الجريمة بـ"الاغتيال السياسي"، مردّه إلى أن هناك حوادث سابقة حصلت تعزز هذه الفرضية.

النائب في حزب القوات اللبنانية غادة أيوب قالت لبلينكس إن الهدف وراء قتل سليمان غير معروف، مرجحة أن تكون الدوافع سياسية.

في كلامها، استندت أيوب إلى سلسلة من الاغتيالات التي حدثت في لبنان ابتداءً من رئيس الحكومة رفيق الحريري عام 2005، وحتى اغتيال الكاتب لقمان سليم في مسقط رأسه، جنوب لبنان، في فبراير 2021.

أيوب تعتبر أيضاً، أنه بسبب وجود سلاح غير شرعي في البلد بيد حزب اللّه، ووفقاً لتاريخ الاغتيالات، فإنه لا يجب استبعاد احتمالية الاستهداف السياسي.

المحلل السياسي ربيع دندشلي قال في المقابل إن سليمان لم يكن قيادياً معروفاً أو صاحب دور بارز في المشهد السياسي، بل شاع اسمه بعد وقوع عملية الاختطاف.

دندشلي يرى انطلاقاً من ذلك، أنه من غير المرجح أن يقوم حزب الله بقتله، إلا إذا كان له دور حساس أو ملف ذي أهمية بالغة، ويتابع "مع ذلك، الأمر ليس مستبعداً، إلاّ أن توقيت الخطف وزعزعة الأمن في لبنان لا تصب في مصلحة حزب اللّه اليوم".

يشار إلى أن زعيم حزب الله، حسن نصراللّه، قال خلال خطابه، الاثنين، أنه لا يجب السكوت عن خطف سليمان مشدّداً على ضرورة متابعة التحقيقات الأمنية، نافيا ضلوع الحزب في القضية.

نصرالله اتهم حزب "القوات" بالتحريض وإحداث الفتنة بسبب توجيه اتهامات للحزب إزاء ما حصل.