بين اغتيالات وشبكات.. هكذا ينشط "الموساد" في لبنان

محمد سرور، 57 عاما، يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله، وكان مسؤولا عن نقل عشرات ملايين الدولارات سنويا من فيلق القدس إلى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بحسب فرانس برس.

في أغسطس 2019، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على 4 أفراد، بينهم سرور بتهمة تسهيل تحويل "عشرات ملايين الدولارات من فيلق القدس"، الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، "إلى حماس عن طريق حزب الله في لبنان، من أجل شنّ عمليات (..) مصدرها قطاع غزة".

ونوّهت إلى أن سرور "كان بحلول عام 2014 مسؤولا عن كل التحويلات المالية" بين الطرفين، وأن لديه "تاريخا طويلا من العمل في بنك بيت المال".

وصنّف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في عام 2006 "بيت المال" مؤسسة "مملوكة أو خاضعة لسيطرة أو تعمل من أجل أو لحساب حزب الله".

مصدران أمنيان قالا لبلينكس، إنه تم توقيف شخصين على الأقل في حادثة مقتل سرور، وإن التحقيقات مستمرة معهما، ومن الممكن أن تتوسع دائرة الأشخاص المشتبه بهم.

معلومات بلينكس تقول أيضا، إن "الفيلا" التي عُثر فيها على سرور، تعود لسيدة تتكتم المصادر حتى الآن عن هويتها، وإنه استدرج إليها من أجل أمر يتعلق بشؤون مالية مرتبطة بنشاطه كصرّاف أساسي في بيت مري.

ما تقوله المعلومات هو أن "الفيلا" مستأجرة عبر الإنترنت، كما أن التواصل حصل بين سرور والسيدة أولا على اعتبار أنها في عداد المغتربين وتحتاج إلى إجراء تحويلات مالية.

تشريح جثة سرور أظهر أنه تعرض للتعذيب بشدة على مدى أيام قبل أن يتعرض لطلقات نارية تجاوزت الرصاصات الـ10، علما أن اختفاءه حصل يوم الأربعاء المصادف 3 أبريل.

القوى الأمنية تعمل على إجراء مسح تقني لمنطقة بيت مري لاكتشاف "داتا الاتصالات"، وتقول المصادر إن هناك اتصالات حصلت مع جهات خارج لبنان انطلاقا من النقطة الجغرافية المذكورة، ويجري العمل على تحديدها.

نشاط الموساد الإسرائيلي في لبنان قديم العهد جدا، وبين الحين والآخر تصدر تقارير تتحدث عن توقيف شبكات تعمل لصالح الجهاز الإسرائيلي، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهذه أبرزها:

• خلال العام 2022، فكيك أكثر من 15 شبكة تجسّس إسرائيلية تنشط على مختلف الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى سوريا
• في العام نفسه، تم تحديد هوية 3 أشخاص يعملون لصالح أجهزة المخابرات الإسرائيلية في بيروت، ومحافظة جنوب لبنان.
• في أواخر العام 2022، تم توقيف طبيب سوري دخل لبنان عبر مطار بيروت يعمل لمصلحة الموساد الإسرائيلي، ويدعى معين يوسف يوسف.
• حتى العام 2022، كانت هناك 170 شبكة إسرائيلية "تحت التحقيق"، من أصل آلاف تقدّرها جهات أمنية بأكثر من 10 آلاف ناشطة على الأراضي اللبنانية.
• خلال شهر سبتمبر 2023، أوقفت القوى الأمنية أحد كوادر حركة حماس يدعى خليل أبو معزه في مدينة صيدا الجنوبية على خلفية الاشتباه فيه بالتعامل مع إسرائيل.

عمليات الاغتيالات التي نُسبت إلى الموساد الإسرائيلي في لبنان عدة، وهذه أبرزها خلال السنوات الماضية:

• خلال عام 2018، حصلت محاولة اغتيال قيادي في حركة حماس يدعى محمد حمدان في مدينة صيدا، وبعد عام تقريبا أوقفت القوى الأمنية المتورط بالعملية، وهو حسين بتو، وتبيّن أنه على علاقة بـ"الموساد"، وفق ما أوردت وسائل إعلام محلية.
• خلال شهر مارس من العام الجاري 2024، اكتُشف خلية مرتبطة بالموساد الإسرائيلي نفذت عملية اغتيال قيادي حركة حماس، هادي مصطفى في مدينة صور بجنوب لبنان.
• قبل أسابيع قليلة، أُعلن عن اكتشاف خلية مرتبطة بـ"الموساد" كانت تعمل على إجراء مسح ميداني لأماكن مختلفة في بيروت، من بينها مكان اغتيال القيادي في حركة حماس، صالح العاروري بالضاحية الجنوبية لبيروت.

• أبرز قادة حزب الله الذين اغتالتهم إسرائيل منذ بدء الاشتباكات بين الطرفين في جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر وحتى الآن هم: وسام الطويل، علي حسن برجي، علي محمد حدرج، عباس الدبس، محمد علوية، حسن صالح، حسن سلامة، علي نعيم، علي أحمد حسين.