"حملة لإعادتها إلى الدولة".. ماذا يحدث في "البتاوين" العراقية؟

يسكن حسن عناد، 45 عاما، في منطقة السعدون المحاذية للبتاوين، ويعمل في مطبعة داخلها، لكنه يرى أن العملية الأمنية تأخرت كثيرا بعد أن تحولت تلك المنطقة إلى لعنة، "رأيت في هذه المنطقة التي أسكنها العجائب خلال السنوات الـ20 الماضية".

عناد يشير إلى أن المنطقة ومنذ أربعينيات القرن الماضي لم تستقر. يقول: "حكى لي والدي أن المنطقة كانت سكنا لليهود العراقيين حتى تم تهجيرهم، لتصبح بعد ذلك ملاذا لجنسيات وأعراق مختلفة.

ويضيف عناد لبلينكس أنه بعد عام 2003 أصبحت وكرا للدعارة مع غياب السلطة.

وبعد هذه الفترة، شنّت ميليشيات شيعية حملة على المنطقة وهجّروا جزءا من سكانها، قالوا إنهم من الغجر، ومنذ ذلك الحين بقيت الكثير من منازلها خاوية ومهجورة، بينما تحولت المنطقة إلى وكر للجريمة المنظمة والدعارة السريّة، وكذلك مأوى للمهاجرين غير النظامين، بحسب عناد.

البتاوين هي إحدى مناطق العاصمة العراقية بغداد وتقع في الجانب الشرقي منها، وكانت من الأحياء التي تسكنها طوائف متعددة من أهمها الطائفة المسيحية، وكذلك الطائفة اليهودية التي كانت تسكن قرب معبدهم المعروف بكنيس مئير طويق، إضافة إلى المسلمين.

مع نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، كانت منطقة البتاوين أرضا زراعية يقطنها فلاحون، قبل أن يبدأ اليهود العراقيون ببنائها مطلع الأربعينيات، الذين نزحوا إثر عمليات النهب التي حدثت عام 1941.

وبعد عام 1950، اضطرت حكومة نوري السعيد، إلى إصدار قانون إسقاط الجنسية عن يهود العراق، والسماح لهم بالهجرة إلى إسرائيل بالطائرات عن طريق قبرص، وهاجر آلاف اليهود العراقيين من المنطقة وتركوا خلفهم منازلهم خاوية.

عقب عام 2003، بدأت عمليات التهجير العرقي، شملت المناطق التي يسكنها الغجر الذين جاءوا من مناطق مختلفة من العراق، وحطّوا الرحال فيها.

ثم اقتحمت بعدها ميلشيات شيعية مسلحة المنطقة، ونفذوا عمليات تهجير بحق الغجر.

حاليا، أغلب سكان البتاوين من الفقراء ومحدودي الدخل، وتضم محلات للبقّالة، ومخازن للمشروبات الكحولية، وتنتشر في أزقتها الكثير من المقاهي الشعبية، والفنادق البسيطة.