لبنان يخسر شرطته.. وأزمة طائفية تمنع زيادة العدد

عدد عناصر قوى الأمن الداخلي في لبنان حاليا هو 24 ألفا، بينما كان قبل بدء الأزمة عام 2019 نحو 30 ألفا، أي أن هناك تراجعا بنحو 20% من العدد الإجمالي.

وقال مصدر رفيع المستوى في المؤسسة لبلينكس إن نقص العناصر حصل نتيجة 3 أسباب:

• الفرار

• ترك الخدمة لسبب قانوني

• التقاعد

وتكشف إحصاءات رسمية حصلت عليها بلينكس الآتي:

• عدد الفارين من قوى الأمن بلغ ألف و100 عنصر اعتبارا من نهاية العام 2019 ولغاية الشهر الأول من العام 2024.
• عدد الذين تقدّموا بطلبات تسريح قانونية من الخدمة تجاوز الـ5 آلاف و300 عنصر، وذلك منذ العام 2017 ولغاية الشهر الأول من العام 2024.
• قالت مصادر بلينكس إن أكثر من 2700 عنصر من بين هؤلاء، تقدموا بطلبات تسريحهم بعد بدء الأزمة المالية في لبنان أواخر العام 2019 ولغاية مطلع العام 2024.
• عدد الذين يُحالون إلى التقاعد يتجاوز الـ400 شخص سنويا، وتقول معلومات بلينكس إن هناك أكثر من 2000 عسكري باتوا خارج السلك منذ العام 2019 ولغاية مطلع العام 2024، ولم يجر تعيين بدلاء عنهم.

تبيّن الإحصاءات أن عدد المتقاعدين والفارين والمُسرّحين رسميا هو الذي أدى لنقص عدد العناصر في صفوف قوى الأمن.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي قبل شهر، لمعالجة هذه المشكلة، إعادة إحياء دورة انتساب قديمة جُمّدت عقب إطلاقها عام 2018.

اتّخذ قرار تلك الدورة عام 2017، وحينها طلبت الحكومة اللبنانية تطويع 2000 عنصر. المفاجأة هنا كانت في أن 48 ألف شاب وشابة لبنانية تقدموا بالانتساب إلى قوى الأمن عبر تلك الدورة، معظمهم من حملة الشهادات الجامعية، بحسب ما كشفت مصادر بلينكس.

بعد الاختبارات التي أجريت لجميع هؤلاء، وصل إلى المراحل النهائية للدورة 28 ألف متطوع قبل أن يجرى تجميد النتائج، علما أن هذا العدد كان يناهز تقريبا عدد قوى الأمن برمته قبل الأزمة والبالغ 30 ألفا.

إثر إطلاق الدورة مجددا مطلع شهر مارس الماضي، طلبت قوى الأمن من الراغبين بالانضمام إلى صفوفها تقديم طلباتهم لدى المراكز الأمنية، وتحديدا أولئك الذين يستوفون الشروط التي حددتها المؤسسة الأمنية للانتساب إليها.

يوم 28 مارس الماضي كان آخر مهلة لتقديم الطلبات، ويقول مصدر في "قوى الأمن" لبلينكس إن ما تم اكتشافه بعد اليوم المذكور، هو أن عدد الذين أبدوا رغبتهم بالانضمام إلى قوى الأمن، وتحديدا الذين يستوفون شروط الانتساب للمؤسسة، هو 2000 شخص فقط، وذلك من أصل 28 ألفا.

العدد الضئيل للذين ما زالوا يرغبون بالانخراط في صفوف قوى الأمن لم يكن مفاجئا.

مصدر مسؤول في "قوى الأمن" قال لبلينكس إن عدد 2000 عنصر كان متوقعا لأسباب عدة، أولها أن عددا كبيرا من الشبان والشابات الذين قدموا طلباتهم عام 2018 باتوا لا يستوفون الشروط، في حين أن نسبة كبيرة منهم باتت غير مهتمة بالدخول إلى السلك الأمني، إما بسبب تدهور الرواتب والضمانات، أو بسبب مغادرة البلد أو تولي وظيفة جديدة.

عمليا، فإن عدد المتقدمين، 2000 عنصر، ملائم لأن تصبح الدورة نافذة، لكن الأزمة التي اصطدمت بها تمثلت في قلة عدد الشبان المسيحيين ضمن العدد المذكور.

ما تبيّن، بحسب المعلومات التي حصلت عليها بلينكس، هو أنه من ضمن العدد المذكور، هناك فقط 70 مسيحيا فيما الباقي من المسلمين.

لذلك أطلقت "قوى الأمن" دورة تطويع جديدة رديفة للأولى، وتبين أن هدفها هو دفع الشبان والشابات المسيحيين للانخراط في قوى الأمن.

أكدها المصدر الأمني قائلاً إن التوازن الطائفي مطلوب في الدورة، فالمؤسسة تحتاج إلى 400 مسلم مقابل 400 مسيحي.

المصدر نفسه قال إنه خلال دورة العام 2018، كان عدد المسيحيين تجاوز الـ10 آلاف، فيما تبقى منهم الآن نحو 70 شخصا فحسب، ما يعني أن نسبة المسيحيين الراغبين بالانخراط ضمن قوى الأمن هي 0.7% فقط.

وعن الحلول التي يمكن اعتمادها لرفع عدد المسيحيين ضمن الدورة، يقول مصدر "عام 2001 وخلال دورة تطويع لقوى الأمن، جرى تحديد معدل النجاح للمسلمين بنحو 14/20 بينما كان للمسيحيين أدنى من 10/20. هذا الأمر (أي تخفيض معدل النجاح للمسيحيين) قد يتكرر حالياً في دورة التطويع الجديدة، لكن لا قرار حتى الآن بذلك"، وفق تصريحه.