خط إمداد وتهريب.. منطقة إستراتيجية تحت سيطرة حزب الله

منطقة المصنع الحدودية تضم طريقا رسميا بين سوريا ولبنان، ويمكن الوصول عبره إلى دمشق، وقد سبق أن تعرض عام 2006 لقصف إسرائيلي.

هناك معبر شرعي آخر في منطقة البقاع ويصل لبنان بسوريا وقائم في منطقة القاع، وعبره يمكن الذهاب نحو حمص مباشرة.

ما يميز منطقة المصنع هو الآتي:

• تعد ممرا أساسيا لمسؤولي "حزب الله" وقافلاته.
• معلومات بلينكس تقول إن مختلف قادة التنظيم، خاصة أولئك الذين يتواجدون في البقاع في شرق لبنان، زاروا سوريا باستمرار خلال الفترة الأخيرة عبر معبر المصنع، إما بهدف زيارات شخصية أو لأغراض سياسية وأمنية.

• تشير مصادر بلينكس إلى أن الحزب كان يسيطر خلال السنوات الماضية، على مقرات عسكرية في بلدة جديدة يابوس السورية القريبة من نقطة المصنع اللبنانية، خاصة تلك التابعة للواء 18 مشاة السوري.
• منطقة المصنع، تعد واحدة من المناطق التي تضم معابر غير شرعية، كما أنها كانت تعتبر نقطة عبور لتهريب شاحنات مواد غذائية ونفطية من لبنان إلى سوريا، وفق ما يقول مصدر أمني لبناني لبلينكس، طلب عدم ذكر اسمه.

• حاليا، وضع الجيش اللبناني يده على معظم المعابر الشرعية في منطقة المصنع، لكن عمليات التهريب ما زالت تتواصل هناك.

• عام 2019، نقلت مؤسسة الدراسات الفلسطينية في تقرير، إن مسؤولا في حزب الله يدعى، محمد جعفر قصير، استخدم معبر المصنع الحدودي لتهريب مكونات خاصة بمشروع الحزب بشأن تحويل قذائف بحوزته إلى صواريخ دقيقة.
• تعتبر منطقة المصنع خطرة جدا نظرا لوجود ألغام ومتفجرات في أحراجها، بحسب ما قال المصدر الأمني لبلينكس.
• الأمر هذا تشير إليه حادثة حصلت قبل أيام، إذ أصيب سوريان إثنان بجروح هما عبد الرحمن حسن وواد العمر، وذلك إثر انفجار لغم بهما خلال محاولتهما الدخول إلى لبنان خلسة عبر المصنع.

الاستهداف الأخير الذي أطاح بشرحبيل السيد، القيادي في حماس، لم يكن عاديا بالنسبة للأخيرة، فسبق أن حاولت تل أبيب استهداف مسؤول آخر في الحركة يدعى محمد عساف في منطقة الصويري خلال شهر مارس الماضي، لكنها لم تنجح في ذلك.

على صعيد السيد، تكشف مصادر بلينكس إنه كان مسؤولا لحركة حماس في منطقة البقاع، كما كان له نشاط دائم في منطقة المصنع التي كان يزورها باستمرار.

وسبق أن قالت مصادر أمنية لبنانية لبلينكس إن مناطق البقاع الغربي في شرق لبنان، تعد ممرا لمسؤولين في حركة حماس، إما باتجاه عمق البقاع الأوسط والشمالي، أو باتجاه سوريا، والسبب الأساسي هو أن البقاع الغربي هو الأقرب جغرافيا إلى جنوب لبنان.

مصادر أمنية تقول لبلينكس إن منطقة المصنع وأطرافها مثل عنجر، باتت تعتبر مناطق أساسية جدا لحماس.

وتشير المصادر أيضا إلى أن أنشطة الحركة العسكرية لم تتراجع بعد ضربة الصويري خلال مارس الماضي، كاشفة أن هناك ترتيبات جديدة جرى اعتمادها من قبل مسؤولين في الحركة تداركا لأي استهداف قد يطالهم في البقاع، وذلك بعدما نقلوا أنشطة كثيرة إلى هناك.

الخبير الاستراتيجي والعسكري هشام جابر، وصف طريق المصنع بـ"طريق حيوي وأساسي لحزب الله"، مشيرا إلى أن الأخير يستخدم ذاك الطريق لنقل قوافله العسكرية وغيرها، وذلك تحت مرأى الدولة اللبنانية والحكومة السورية.

ويقول جابر لبلينكس إنه ما من أحد يمكنه إنكار دور معبر المصنع في تشكيل خط إمداد أساسي لحزب الله، مشيرا إلى أن الأخير لا يستخدم المعابر غير الشرعية في المنطقة كون لديه حرية عبور على الممر الشرعي.

أما عن كثافة تواجد حماس في البقاع، فيقول جابر إن الأخيرة وجدت في بعض المناطق هناك بيئة حاضنة لأنشطتها وتحديدا في القرى والبلدات السنيّة، الأمر الذي دفعها لتوسيع أنشطتها من جهة، وتكريس تحركات قادتها هناك من جهة أخرى.

واعتبر جابر أيضا أن قصف إسرائيل لمنطقة المصنع يحمل رسالة إلى حزب الله وحماس بأن هناك محاولة هادفة لاستهداف خط الإمداد العسكري.

كذلك، رأى جابر أن الاستهدافات التي حصلت تؤكد التفوق الإسرائيلي على صعيد المراقبة، مشيرا إلى أن هناك شبكة من الجواسيس تعمل لصالح إسرائيل ووظيفتها تحديد هذه الأهداف، وهو الأمر الذي حصل مع السيد في منطقة المصنع.