"أقينجي" والبحث عن "رئيسي".. نجاح في تركيا وفشل في إيران

ينوّه نائب الرئيس التركي، جودت يلماز، في منشور على إكس، أن الأداء الذي أظهرته المسيرة التركية "أقينجي" في تحديد موقع حطام مروحية رئيسي، سلّط الضوء على الشوط الذي قطعته أنقرة في الصناعات الدفاعية.

على نفس الموجة؛ اعتبر رئيس مجلس إدارة شركة "بايكار" التركية للصناعات الدفاعية، سلجوق بيرقدار، أن المسيرة "أقينجي" تركت بصمتها في العالم، بعد عثورها على حطام مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، مشيرا إلى أن أقينجي نفذت عملية ناجحة في إيران.

وأعرب بيرقدار عن فخره بالقوات المسلحة التركية وبالمهندسين الأتراك، الذين "عملوا طوال المهمة من الساعة الـ11 ليلا حتى الصباح بنشاط كامل حتى أداء المهمة بنجاح".

وأوضح بيرقدار أن المسيرة أدت المهمة عبر دخولها الوديان في ظروف جوية شديدة السوء وجغرافية صعبة، وأنه "لا يمكن لأي طائرة مأهولة تنفيذ المهمة في هذه الظروف القاسية والخطيرة"، قائلا إن سرعة الرياح كانت قرابة 160 كيلومترا بالساعة على ارتفاع 30 ألف قدم.

وذكر أن المسيرة التركية التقطت الصور من الوادي بالنزول إلى أقل من 9700 قدم من خلال المناورة بين الوديان، وأنها استخدمت الأقمار الصناعية لإكمال مهمتها من دون عقبات.

كثفت وسائل الإعلام التركية من تغطيتها للحدث، خاصة بعد انخراط تركيا بشكل مباشر في عملية البحث عن الطائرة الرئاسية الإيرانية المفقودة.

ووصل عدد المشاهدات على بث مباشر من أقينجي خلال تحليقها فوق الأراضي الإيرانية بحثا عن الرئيس إلى أكثر من 8 ملايين على موقع إكس وحده، بخلاف ملايين المستخدمين الذين أعادوا استخدام مقطع الفيديو على حساباتهم الشخصية.

وعبر تطبيق "FlightRadar24" تابع عشرات آلاف الأشخاص مسار المسيرة أقينجي خلال عملها في البحث عن مكان المروحية التي كانت تقل الرئيس الإيراني والوفد المرافق له، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية.

وخصصت مسيرة، أقينجي، ومروحية مزودة بتقنية الرؤية الليلية من طراز كوغار، للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ عن مروحية الرئيس الإيراني، بناء على طلب إيراني من السلطات التركية.

وتمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى حطام المروحية بعد أكثر من 15 ساعة.

وقضى في الحادث بجانب رئيسي ووزير الخارجية عبد اللهيان، كل من محافظ تبريز مالك رحمتي، وإمام صلاة الجمعة في تبريز محمد علي هاشم، إضافة إلى 2 من كبار الضباط في الحرس الثوري، وطاقم المروحية المكون من 3 أفراد.

هذا التفاخر التركي، استفز الجيش الإيراني الذي خرج ببيان، الأربعاء 22 مايو، قائلا: "رغم أن تركيا أرسلت مسيرة مزودة بكاميرات رؤية ليلية وكاميرات حرارية، فإن هذه المسيرة فشلت في تحديد موقع التحطم بدقة بسبب عدم وجود معدات كشف ومراقبة النقاط تحت السحاب"، في إشارة إلى الأحوال الجوية السيئة التي يُعتقد أنها كانت سبب الحادث.

وقالت الوكالة الإيرانية للأنباء إن الإحداثيات التي أبلغت عنها المسيرات التركية كانت بعيدة بـ7 كيلومترات عن موقع سقوط الطائرة.

وأفاد بيان القوات المسلحة الإيرانية، أنه في الساعات الأولى من صباح الإثنين اكتشفت قوات الإنقاذ البرية ومسيّرات إيرانية تابعة للقوات المسلحة استدعيت من مهمة في جنوب إيران، المكان الدقيق لتحطم المروحية.

وذكرت القوات المسلحة الإيرانية أنه لم يتسن لها نشر مسيّراتها المتقدمة فور وقوع الحادث، والمجهزة برادارات ذات فتحات تركيبية، لأنها كانت في مهمة في شمال المحيط الهندي، إلا أنها استدعيت مما ساعد في الوصول للموقع.

وذكر الجيش أنه اختار تركيا من بين "الدول الصديقة" للمساعدة في مهمة البحث نظرا لقربها من موقع الحادث شمالي غرب البلاد.

إلا أن وزارة الخارجية الأميركية كشفت، الإثنين، أن إيران طلبت من واشنطن المساعدة لكن الولايات المتحدة لم تتمكن في نهاية المطاف من تقديمها لأسباب لوجستية.

تعد "أقينجي" في مقدمة الطائرات المسيرة امتلاكا للتكنولوجيا الفائقة حول العالم، بحسب وكالة الأناضول الحكومية التركية، وهي قابلة لحمل الصواريخ والذخائر المحلية، سواء التقليدية منها أو الموجهة عبر الليزر.

وفيما يخص التقنيات المتعلقة بالطائرة، يمكن لأقينجي التحليق على مدار 24 ساعة متواصلة، بارتفاع يصل حتى 40 ألف قدم.

وزُوّدت أقينجي بمزايا تكنولوجية مثل رادارات جو-جو، وأنظمة مراسلة عبر الأقمار الصناعية، ورادارات تحديد العوائق.

ويمكن لأقينجي، بفضل الكاميرات المزودة بها لغرض الاستطلاع والمراقبة، تحديد الأهداف البرية التي من الممكن أن يغفل عنها قائدها على الأرض، في خطوة تزيد من فاعلية استخدام المسيرة.

ويبلغ وزن إقلاع المسيرة، 6 أطنان، فيما تبلغ سعة حمولتها المفيدة من الذخيرة، 1.5 طن.

وتلعب أقينجي دورا مهما في تخفيف أعباء المقاتلات الحربية، حيث سيكون بإمكانها تنفيذ ضربات جوية وقصف الأهداف المحددة، من خلال صواريخ جو جو المصنّعة محليا.

خلال السنوات الأخيرة، جمعت طهران مخزونا كبيرا من الطائرات المسيرة، يتجاوز مدى بعضها 2500 كيلومتر وقادرة على الطيران على ارتفاع منخفض لتجنب الرادار، وفقا لتصريحات مسؤولينإيرانيين لوسائل إعلام الحكومية.

تفاخرت إيران بمسيراتها خلال عروض عسكرية، ولديها طموحات لبناء أعمال تصدير كبيرة في هذا المجال بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فتلك الطائرات تستخدمها روسيا بالفعل في أوكرانيا.

تقول إيران، وهي منتج رئيسي للطائرات المسيرة، في أغسطس، إنها صنعت مسيرة متطورة محلية الصنع تسمى مهاجر-10 يصل مداها إلى 2000 كيلومتر وقادرة على الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة وعلى حمل ما يصل إلى 300 كيلوغرام من الذخيرة.

ويقول خبراء للصحيفة، إن القواعد العسكرية ومستودعات التخزين في البلاد منتشرة على نطاق واسع، ومدفونة في أعماق الأرض ومحصنة بالدفاعات الجوية، مما يجعل من الصعب تدميرها بغارات الجوية.

وبدأت إيران برنامج تصنيع مسيّرات في ثمانينات القرن الماضي، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية.