"بسطات مخدرات" في لبنان.. ما علاقتها بالخطة الأميركية؟

الدخول إلى منطقة شاتيلا يعد سهلا، ويمكن لأي شخص الوصول إلى هناك من دون أي عوائق، فلا حواجز أمنية ظاهرة في المنطقة التي تعد من أخطر المناطق عند "خاصرة بيروت" الجنوبية.

المداهمات التي نفذها الجيش بالشكل الذي ظهر كانت مُفاجئة نوعا ما وأثارت ضجة.

قال مصدر عسكري لبلينكس إن المداهمة تأتي تنفيذا لقرار صارم بالدخول إلى كل المناطق المشبوهة التي تنتشر عبرها المواد المخدرة، لاسيما في بيروت.

وتابع المصدر أن "الغطاء السياسي متوفر لإجراء حملة توقيفات لكي تكون عبرة للآخرين"، كاشفا أن الخطة الأمنية التي نفذتها قوى الأمن الداخلي خلال الأسبوع الماضي في بيروت، كانت السبب الأساس لكشف أسماء كثيرة وإضافية من مروجي وتجار المخدرات، الأمر الذي استدعى تحركا سريعا لتوقيف عدد منهم بالتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية.

رئيس جمعية "جاد" لمكافحة المخدرات، جوزيف حواط، صرح لبلينكس أن لبنان بدأ تنفيذ خطة أقرها الكونغرس الأميركي منذ 9 أشهر لمكافحة المخدرات في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الدولة تلتزم فعليا بمكافحة صناعة الكبتاغون والاتجار بالمخدرات.

وقال حواط إن الجيش بدأ باتخاذ إجراءات فعلية على الصعيد المذكور، كاشفا لبلينكس أنه منذ 7 أشهر وحتى اليوم، باتت غالبية ضبطيات المخدرات في لبنان من مصدر خارجي ولم تعد مصنعة داخل لبنان.

ويذكر حواط أن هناك نحو 40 منطقة بين لبنان وسوريا تعد "ملعبا أساسيا" لتجار المخدرات، مشيرا إلى أن هناك مشكلة على صعيد المخيمات الفلسطينية، لاسيما مخيم برج البراجنة في بيروت الذي يعتبر ممولا أساسيا لصناعة المخدرات.

تعتبر منطقة شاتيلا أحد المراكز الأساسية لترويج مادة الكوكايين وحشيشة الكيف. سكان يقطنون داخل المنطقة يروون لبلينكس تفاصيل نشاط مروجي المخدرات: "هؤلاء يبدؤون نشاطهم في الصباح الباكر، فهم يتجمعون في أكثر من نقطة ومكان ويستقبلون الزبائن".

المواطن اللبناني "م." يقطن في شاتيلا، قال لبلينكس إن المروجين معروفين في المنطقة، فهؤلاء يتوزعون ضمن نقاط محددة في حين أن نشاطهم مكشوف بالنسبة للقاطنين والسكان، ويتابع "الاختلاط مع هؤلاء صعب، ولا يقترب منهم سوى الذي يريد شراء المخدرات، أما أي شخص آخر فقد يتعرض للمساءلة فيما قد يتطور الأمر لاعتداء".

مصدر أمني آخر تحدث لبلينكس شرط عدم ذكر هويته كشف التالي:

• أبرز مروجي المخدرات هم من آل "م." و "ع." فيما هناك أشخاص يعرفون بـ"صقور الترويج" أبرزهم شخص يدعى "ع." وآخر يدعى "م".
• هناك وجود لـ"بسطات" تبيع حشيشة الكيف بشكل علني، في حين أن بعض المروجين يضعون تلك المادة على متن عربات لبيع الخضار.
• معظم المروجين لديهم مهن حرة داخل المنطقة ويستغلونها كغطاء لتجارة المخدرات.
• خلال العديد من عمليات الدهم، تم اكتشاف مخدرات موضوعة مع مثلجات ضمن البرادات، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف مخدرات أيضا ضمن "سلال" من القش مزينة بالورود.
• العديد من المروجين يخزنون المخدرات ضمن متاجر بيع السكاكر والمواد الغذائية.
• بعض المروجين يعرضون الكوكايين بشكل ظاهر على الرفوف ضمن أكياس صغيرة، فيما يدونون عليها أنها مادة "الكربونة" (بيكربونات الصوديوم) المستخدمة في الطهي.

رامي، 26 عاما، وهو اسم مستعار لشخص ذي صلة بهذا النشاط يقول إن الأسعار تتراوح من دولار واحد (100 ألف ليرة لبنانية) وتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 200 دولار.

• يضيف الشاب أن هناك ما يسمى بـ"ديلفري المخدرات"، فيما تتم عملية النقل عبر سيارات أجرة أو عبر دراجات نارية ينقل أصحابها المواد إلى شبان ينتظرون في نقطة ما يُتّفق عليها مسبقا.

• تكلفة "الدليفري" تكون مضافة إلى قيمة مبيع المخدرات، فيما خدمة التوصيل لمرة واحدة فقط تُسعّر بـ10 دولارات لدى بعض المروجين.