الخطف مقابل فدية في سوريا.. "ثقب أسود" يبتلع عماد

يبلغ عماد من العمر 35 عاماً، وهو متزوج ولديه طفلان. يقول أحد أقربائه لبلينكس، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إنه اختطف في أثناء نقله لكميات من حبوب "الكمون" إلى مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي.

ويوضح أن الخاطفون أفرجوا عن شخص كان برفقته.

ويضيف أن المفرج عنه أخبرهم أن 4 مسلحين على دراجتين ناريتين اعترضوا طريقهم قبل أن يصلوا إلى تلبيسة، واختطفوا عماد مع شاحنته الصغيرة.

ما تزال عائلة عماد تحاول تأمين المبلغ المراد دفعه للخاطفين، ويتواصلون معهم عن طريق تطبيق "واتساب"، كما يشرح قريبه.

يصر الخاطفون حتى الآن على مبلغ 80 ألف دولار أي ما يعادل بالليرة السورية مليار ليرة.

ويضيف قريب المختطف أن الرقم يتجاوز قدرة العائلة، مما دفعها للبحث والاستدانة "من هنا وهناك"، والدخول في عملية تفاوض مع الخاطفين لتخفيض المبلغ.

القصة المذكورة تشابه إلى حد قريب حادثة خطف الشاب أحمد مطلق، التي ضجت بها الأوساط السورية والعربية، قبل أسابيع.

وأفرج عن مطلق بعد أيام من اختطافه في مدينة حمص وسط البلاد، ودفعت عائلته مبلغ يقرب من 25 ألف دولار أميركي.

يعتبر قريب الشاب عماد أن مدينة حمص باتت "ثقباً أسوداً".

ويؤكد ذلك "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إذ يوضح أن المدينة تتصدر حوادث "الخطف مقابل الفدية" في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

وفي تقرير نشر في 20 يونيو الحالي قال "المرصد" إنه وثق 113 حالة اختطاف مقابل الفدية في مناطق سيطرة الحكومة، وذلك منذ بداية العام الجاري.

احتلت حمص المرتبة الأولى حيث سجلت 53 حالة، تليها محافظة درعا ومن ثم السويداء.

رغم أن معظم حوادث "الخطف مقابل الفدية" تتركز في حمص إلا أنها استهدفت عائلات في مناطق أخرى، بينها ريف حماة الغربي.

في شهر يناير الماضي اختطف مسلحون 3 أقرباء للصحفي رضا المختار (اسم مستعار)، وكان بينهم عمّه المسن.

ويوضح لبلينكس أن اثنان من المخطوفين مازال مصيرهم مجهولاً، وأنهم تمكنوا من تحرير عمّه "فاقداً للذاكرة" بعد دفع مبلغ قيمته 50 ألف دولار.

يرى المختار أن تصاعد حوادث الخطف ترتبط بخليط منوّع من الميليشيات، وغالبيتها كانت منخرطة في الأعمال الحربية.

ويعتبر المختار أن "الشرخ المجتمعي بات عميق جداً في سوريا"، وأن "الخطف إحدى مفرزاته".