من أجل فدية.. عمليات خطف لسوريين عند حدود لبنان

تروي شادية أن رحلتهم بدأت من مدينة حلب، وتضيف: "لدى وصولنا قرب الحدود اللبنانية تم نقلنا من الحافلة لدراجة نارية وفي طرقات وعرة، وصلنا إلى أحد المنازل، وأخذوا من خطيبة أخي جواز سفرها، وطلبوا منا هواتفنا المحمولة قبل الوصول للمنزل، هنا بدأ الخوف والشك، وفي المنزل قالوا لنا سوف ننتظر وصول جواز سفر خطيبة أخي من الأمانات، لكن بدأت بالصراخ وطلبت المغادرة وقلت لهم إننا مخطوفتين بعد انتظار لأربعة ساعات".

كان التواصل مع أخيها في ألمانيا، وطلبوا منه أن يدفع مبلغ 8 آلاف دولار مقابل إطلاق سراحهما.

تقول شادية: "لم يضربونا ولم يتعرضوا لنا بأي إساءة كان هدفهم هو المبلغ المذكور، عددهم 5 أشخاص جلبوا لنا وجبة طعام واحدة في اليوم، وكنا نحتجز في غرفة يتناوب على حراستنا والجلوس معنا 4 أشخاص، استمر حبسنا لـ 5 أيام، ثم أرسل أخي النقود بعد أن جمعها من أقاربي واستدان من أصدقائه، وهم أرسلوا شخصاً لاستلامها من قريب لي في بيروت، ولم يطلقوا سراحنا حتى الساعة التاسعة مساءً ووصلنا إلى سوريا بعد منتصف الليل".

في مايو الفائت، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات إخبارية مقطع فيديو لفتى سوري اسمه أحمد مطلق، اختطفه شخص كان يعمل معه سابقاً في منطقة الهرمل بلبنان.

وناشد أحمد بالفيديو صديقه، وأوضح بأن الخاطفين أمهلوه أسبوعا ليستلموا الفدية وقيمتها 50 ألف دولار لإطلاق سراحه.

وفي لقاء معه بعد فك أسره تحدث بأنه تعرض للضرب المبرح والتعذيب والصعق بالكهرباء، وأنه كان يعيش على الماء فقط وبلا طعام.

بينما انتشر ليلة 5 أغسطس فيديو لشخصين هما عبد الرحمن عمر الحاج علي، ومجد مصطفى الدالي، يظهران فيه وقد تعرضا لضرب مبرح على جسديهما، ويناشدان عبر الفيديو أهالي "حتيت تركمان" وهي قرية تقع في ريف دمشق، دفع مبلغ الفدية لإطلاق سراحيهما.

تواصلت بلينكس مع أقرباء المخطوفين، وقال عم عبد الرحمن: "كانا يحاولان اللجوء إلى لبنان ثم الذهاب إلى أوروبا عبر البحر، لكن تم اختطافهما في الأراضي اللبنانية قرب الحدود".

ويضيف العم أن الخاطفين أرسلوا للأهل عدة فيديوهات وأعطوهم مهلة 24 ساعة لدفع الفدية وهي 20 ألف دولار عن كل شخص، أو سيتم قتلهما، كما أرسلوا لهم صورة شاب مقتول ادعوا بأنهم من قتلوه لأنه لم يدفع الفدية".

خلال المفاوضات يقول العم إنه تواصل مع الخاطفين وأخبرهم بأنه تم تأمين مبلغ عشرة آلاف دولار، "فأرسلوا لنا فيديو يطلق الرصاص فيه على أقدام المخطوفين وتسيل الدماء ويصرخان ألماً، ولا تزال المفاوضات مستمرة ومحاولات جمع المبلغ من أهالي القرية والأقارب والأصدقاء خوفاً من تنفيذ الخاطفين لوعودهم بقتلهما".

يُحتجز معظم المخطوفين، كما يؤكد من التقتهم بلينكس، في بيوت على الحدود السورية اللبنانية، تستخدم كسجون سرّية، يعذّب فيها الخاطفون ضحاياهم ويصورون ذلك من هواتفهم، لابتزاز عائلاتهم.

يذكر أن المحامي اللبناني محمد صبلوح، مدير مركز "سيدار" لحقوق الإنسان، أدلى بتصريحات تندد بتزايد عمليات خطف السوريين في لبنان.

وأشار إلى أن هذه العمليات تتم غالباً بهدف الحصول على فديات مالية وسط تغاضي عن مواجهة العصابات، مما يزيد من معاناة اللاجئين السوريين ويدفعهم لمغادرة البلاد.

وأكد أن عمليات الخطف تصاعدت في الفترة الأخيرة، وأصبحت تستهدف السوريين الذين لهم أقارب في الخارج لضمان الحصول على الفدية.