"ماثيو بيري" آخر حلقات "أطباء هوليوود والمخدرات"

في حالة ماثيو بيري، كان الطبيب سلفادور بلاسينسيا يحصل على مادة الكيتامين من زميله مارك تشافيز، بحسب الادعاء. وكانت العبوات التي تبلغ قيمتها 12 دولارا، تباع للنجم بمبلغ يصل إلى ألفَي دولار.

كتب بلاسينسيا في سبتمبر 2023، في رسالة نصية قصيرة لتشافيز اكتشفها التحقيق "أتساءل كم سيدفع هذا الوغد".

آن ميلغرام من وكالة مكافحة المخدرات الفدرالية، أكدت أن وفاة ماثيو بيري سببها طبيبان لا يتبعان الضوابط. ونددت باستغلال الممثل بما يتناقض مع النص الذي يقسمه الأطباء قبل مزاولة المهنة.

ورغم طابعها الصادم، ليست هذه القضية بالأمر الجديد، إذ سبق أن أدين طبيب مايكل جاكسون في عام 2011 بالقتل غير العمد لأنه أعطى ملك البوب السابق جرعة مميتة من مخدر جراحي قوي.

توفي نجوم عدة، أبرزهم إلفيس بريسلي ومارلين مونرو وبرينس، بعد تناول مواد مسموح بها قانوناً حصلوا عليها من متخصصين في مجال الصحة.

ويقول هاري نيلسون، وهو محام من لوس أنجليس متخصص في الشؤون الصحية، لوكالة فرانس برس إن "القواعد تُنتهَك مع المشاهير، وهذا يؤدي باستمرار إلى مآس"، مضيفاً "هذا جنون!"، فللطمع المادي دور كبير في هذا الوضع.

ويشير المحامي إلى أن النجوم يحتاجون حقا إلى حماية خصوصيتهم، إذ إن ذهابهم إلى الطبيب للحصول على وصفة طبية، ثم إلى الصيدلية للحصول على الدواء أمر غير وارد في ظل ملاحقتهم من جانب المصورين بشكل يومي.

قد ينجرف بعض الأطباء بعد ذلك في "سحر وإثارة" العلاقة مع مريض مشهور، والذي قد يكون متطلبا للغاية. وفي بعض الأحيان، ينغمس الأطباء في هذا المسار رغبة منهم في "الإبقاء على العلاقة الطيبة" مع النجم المعنى، حتى لو كان ذلك "يتعارض" مع حكمهم الطبي.

ويصف نيلسون، الذي تدخّل في عشرات القضايا المأسوية المرتبطة بالنجوم، هذه العلاقة بأنها "فخ لكل من المريض المشهور والطبيب".

بفعل تسببه بالهلوسة والانفصال على الواقع، كان الكيتامين شائعا بين أوساط النخبة في كاليفورنيا باعتباره "مخدرا للحفلات" منذ أكثر من عشرين عاما.

في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، "تولّى عدد قليل من الأطباء في لوس أنغلوس تيسير هذه الحفلات، حيث كان الجميع يتلقون حقن الكيتامين في منزل أحد المشاهير، في ماليبو، على الشاطئ"، وفق نيلسون.

وحاولت نقابة الأطباء التصدّي لهذه الممارسات، وسحبت تراخيص الأطباء المتورطين في بعض هذه الحالات.

أما اليوم، فيُستخدم الكيتامين بشكل قانوني بشكل متزايد لعلاج الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. وتضمّ كاليفورنيا عيادات خاصة تتقاضى مبالغ طائلة من عملاء مشهورين، بحسب المحامي.

وكان تشافيز، مورد الكيتامين المتورط في قضية ماثيو بيري، يدير عيادة من هذا النوع في ما مضى.

ولا يمكن من حيث المبدأ تناول هذه المادة إلا تحت إشراف طبيب، بسبب خطر الآثار الجانبية التي تشمل فقدان الوعي، ومشكلات في الجهاز التنفسي.

وهذا لم يمنع بلاسينسيا من إعطاء قوارير الكيتامين مباشرة إلى المساعد الشخصي لماثيو بيري، وفقا للتحقيق. حتى إنه لاقاه في الشارع في منتصف الليل لتبديل عبوات كيتامين في مقابل 6000 دولار نقدا.

يقول نيلسون إن "السماح لشخص ما بأخذ هذه المادة إلى منزله والاستحمام في الجاكوزي هو أمر إجرامي وغير مسؤول".

ويضيف "الأطباء الذين فعلوا ذلك شعروا بلا شك أن بإمكانهم التصرف بهامش من الحرية، لأنهم كانوا يتعاملون مع شخص مشهور".