أمن
في مدينة هامبورغ الألمانية، تمّ تحويل "ملجأ سانت باولي"، أحد أكبر الملاجئ والذي يشكل رمزا للحقبة النازية، إلى مجمّع يضمّ حديقة ومساحات ترفيهية.
يعتبر سكان حيّ سانت باولي في هامبورغ، أنّ التغيير الأهم يكمن في الجانب البصري. فالمبنى المربّع والرمادي اللون، بات راهنا من خمس طبقات مشجرة، ويلتف منحدر للمشاة حوله لنقل الزوار إلى الطبقات الأعلى.
وفي شهر يوليو، افتُتح فندق يضم 134 غرفة في القسم المرتفع من المبنى، بالإضافة إلى مساحة تتسع لأكثر من ٢٠٠٠ شخص وصالات حديقة متاحة للجمعيات المحلية.
و"تكمن فكرة المساحات الخضراء، في إضفاء طابع سلمي وإيجابي على هذا المبنى الضخم، الذي يعود إلى مرحلة الحكم الديكتاتوري النازي"، كما تصرّح أنيتا إنغلز، إحدى مديري جمعية حي هيلدغاردن التي دعمت المشروع. وتضم الطبقة الأولى معرضا عن تاريخ المكان، سيتم توسيعه وترجمته إلى لغات عدة.
وتقول بريجيت شولز، وهي متقاعدة تبلغ 72 عاما كانت تزور الملجأ "من الجيد الحفاظ على جانب من التاريخ، خاصة وأنّ الشهود يموتون. والمكان بات لطيفا مع حديقة وأشجار".
في ظل المشروع الذي أطلقته المدينة عام 2019، بالتعاون مع شركاء من القطاع الخاص، تمكّنت جمعية هيلديغاردن من جمع وثائق وشهادات ممّن "عاشوا في الملجأ خلال الحرب وبعدها"، ومن مئات عمال السخرة الذين اضطروا لبناء هذه القلعة في 300 يوم سنة 1942.
يبلغ ارتفاع الملجأ نحو 40 مترا، ويُصنّف من بين 8 مواقع تُعرف بـ"فلاكتورمه"، وهي مجمعات دفاع مضادة للطائرات، أقامها هتلر على أراضي ألمانيا النازية. ويقول المؤرخ مايكل فيدروفتز إنّ هذه المباني الضخمة، كانت تشكل مأوى للسكان و"تخدم الدعاية" المتعلقة بسلطة هتلر القوية.
تاريخيا، دُمّر "فلاكتورمه" واحد فقط، بعد الحرب، هو الواقع في حديقة حيوانات برلين. ويقول فيدروفتز إن "في برلين كان هناك ما يصل إلى 60 ألف لاجئ مدني، في برجين مصممين لنحو 30 ألف شخص، أي بحجم مدينة صغيرة". وتم تحويل إحدى "فلاكتورمه" في هامبورغ قبل بضع سنوات إلى محطة طاقة صغيرة تنتج الكهرباء من الطاقات المتجددة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة