ماذا نعرف عن الانسحاب الأميركي "الثاني" من العراق؟

قالت 10 مصادر مطلعة لرويترز إن واشنطن وبغداد توصلتا إلى تفاهم حول خطة لانسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق.

وأوضحت المصادر أن الخطة تتضمّن خروج مئات من قوات التحالف بحلول سبتمبر من عام 2025، والبقية بحلول نهاية العام التالي.

وجرى الاتفاق بشكل كبير على الخطة، وتُنتظر موافقة نهائية من البلدين، وتحديد موعد لإعلانها.

وقال مسؤول أميركي كبير: "توصلنا إلى اتفاق، وحاليا يتعلق الأمر فقط بموعد إعلانه".

وأشارت المصادر إلى أن الإعلان الرسمي كان مقررا في البداية أن يصدر قبل أسابيع، لكنه تأجّل بسبب التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولتسوية بعض التفاصيل المتبقية.

وأعلنت الخارجية العراقية في 15 أغسطس 2024، تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بسبب "التطورات الأخيرة"، دون هذه التطورات، لكنها أتت في أعقاب إصابة خمسة أفراد على الأقل من القوات الأميركية في هجوم على قاعدة عين الأسد العسكرية في العراق.

وبموجب الخطة، ستغادر جميع قوات التحالف قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار بغرب العراق، وتقلل من وجودها في بغداد على نحو كبير بحلول سبتمبر 2025.

ومن المتوقع أن تبقى قوات أميركية وأخرى من التحالف في أربيل بإقليم كردستان العراق لما يقرب من عام إضافي، حتى نهاية 2026 تقريبا، وذلك لترتيب العمليات الجارية ضد تنظيم داعش في سوريا.

بعد شهور قليلة من اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في يناير 2024، تشكيل الحكومة لجنة للتحضير لإنهاء مهمة التحالف الدولي، وذلك بعد يوم واحد من مقتل قائد فصيل مسلح في بغداد بغارة أميركية، قالت واشنطن حينها إنها أتت ردا على هجمات على جنود أميركيين.

البنتاغون، من جانبه، رد حينها على بيان الحكومة العراقية بالقول إنه لا يخطّط لسحب قواته من العراق.

وقال الميجر جنرال بالقوات الجوية، باتريك رايدر، في إفادة صحافية: "في الوقت الحالي ليس لديّ علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب)، مع التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش".

ومنذ اندلاع الحرب على غزة، شنّت الفصائل العراقية المدعومة من إيران ما يصل إلى أكثر من 190 هجوما على إسرائيل ومقار القوات الأميركية في العراق وسوريا، بحسب إحصاء معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الأميركي.

وتضع الولايات المتحدة عددا من الفصائل العراقية المدعومة من إيران على قائمة المنظمات الإرهابية، أبرزها كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، بحسب موقع وزارة الخارجية الأميركية.

أثار اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، مطلع عام 2020، الجدل حول بقاء القوات الأجنبية في البلاد.

حينها، صوّت البرلمان العراقي على توجيه الحكومة العراقية بطرد القوات الأجنبية، ومنع وصول الأجانب إلى المجال الجوي والأراضي والمياه العراقية.

وفي الوقت الذي تقول فيه خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس الأميركي إن حكومة تصريف الأعمال العراقية، بقيادة عادل عبدالمهدي، لم تفعل ذلك، فإن "فرانس برس" أشارت حينها إلى أن عبدالمهدي أعلن أنه طلب من وزير الخارجية الأميركي حينها، مايك بومبيو "إرسال مندوبين إلى العراق، لوضع آليات تطبيق قرار مجلس النواب بانسحاب آمن للقوات" من البلاد.

على الفور، ردّت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية حينها، مورغان أورتيغوس، قائلة إنه "في هذه المرحلة، أي وفد يتوجّه إلى العراق سيكون مكلّفا بمناقشة أفضل السبل لإعادة تأكيد شراكتنا الاستراتيجية، وليس مناقشة انسحاب القوات".

لكن خلفاء عبدالمهدي دخلوا في محادثات انتهت في ديسمبر 2021، إلى إعلان إنهاء العمليات القتالية الأميركية، والانتقال إلى التدريب والدعم الاستشاري.

رغم ذلك، فإن الهجمات المتقطعة على القوات الأميركية في سوريا والعراق، حتى أوائل عام 2023، ظلت مستمرة، ووجه الرئيس الأميركي جو بايدن، ضربات في أعقاب بعض الهجمات على أفراد أميركيين في سوريا والعراق، وأعلنت الإدارة عزمها على الدفاع عنهم بردود "متناسبة".