هجوم "توساش".. ماذا نعرف عن "محرك صناعة الدفاع" في تركيا؟

لم تحدد الرواية الرسمية حتى الآن عدد المهاجمين بدقة، لكن فيديوهات ووسائل إعلام تركية تقاطعت المعلومات التي نشرتها عند رقم 2، رجل وامرأة.

ورصدت بلينكس ما نشرته صحف ومواقع إخبارية وتحدثت مع الصحفي المطلع على تفاصيل الحادثة، علي أسمر الذي أوضح أن القصة بدأت من أحد شوارع العاصمة، أنقرة.

في بداية الأمر كان المهاجمان يتجولان في الشارع محملان بحقائب كبيرة الحجم على الظهر كسياح، ومن ثم أوقفوا سيارة أجرة (تاكسي) وقتلوا سائقها ووضعوه في الصندوق الخلفي.

السيدة المسلحة جلست في المقعد الخلفي للتاكسي كزبون.

ومن ثم تقدموا إلى الباب الخلفي لبناء "توساش" وليس الباب الرئيسي، كي لا يلفتوا نظر الحراس، وفق أسمر.

عند الوصول إلى الباب الخلفي لـ"توساش" أخبرا عناصر الأمن هناك بأنهما جاءا من أجل التوظيف كخدعة.

وبعدها خرجا من السيارة على الفور، وحدث الاشتباك مع أمن البوابة الخلفية.

السيدة بقيت في الخارج، والمهاجم حاول التسلسل إلى الداخل وبدأ الاشتباك، مما أسفر عن مقتل 5 موظفين و22 جريحًا.

وتقول صحيفة "حرييت" إن المنفذين كانوا يحملون أسلحة رشاشة وقنابل استخدموها عند محاولتهم اقتحام بوابة شركة "توساش".

وفي حين انتشرت صور ادعى أصحابها على وسائل التواصل الاجتماعي أنها توثق "احتجاز أحد المهاجمين لرهائن"، أوضح الصحافي أسمر أن "القوى الأمنية كانت تخلصت من المهاجم الذكر قبل الوصول إلى موظفي الشركة، وبعد أن حيدت الامرأة".

تمثل شركة الصناعات الجوية والفضاء التركية (TUSAŞ) علامة فارقة مهمة في جهود تركيا "لتقليل التبعية الأجنبية" في صناعة الدفاع منذ ما يقرب من 50 عاما، وفقاً لوسائل إعلام تركية مقربة من الحكومة.

يقع مقر الشركة على بعد 40 كيلومتراً من مركز العاصمة أنقرة.

ويعمل فيها أكثر من 15 ألف موظف، وهي واحدة من أولى الشركات المصنعة التي تم تأسيسها داخل وزارة الدفاع لدعم الصناعة الدفاعية بالموارد الوطنية.

55 % من أسهم الشركة تتبع لمؤسسة القوات المسلحة التركية و45 % من أسمهما مملوكة لرئاسة الصناعات الدفاعية، بحسب موقع "خبر تورك".

تأسست "توساش" في عام 1973، ولمدة 25 عاماً كانت بالشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية لإنتاج وتطوير طائرات "إف – 16".

استقلّت في 2005 وانتقلت بالكامل إلى تركيا، ومنذ هذا العام توقفت عن شراء أي خطط تصنيع عسكري من الخارج.

تشتهر الشركة بتصنيع طائرات مسيّرة وهليكوبتر، مثل HÜRKUŞ وHÜRJET .

كما تجري فيها عمليات تصنيع أقمار اصطناعية.

ويوضح الصحفي أسمر أن "توساش" تعمل على تطوير العديد من الطائرات المقاتلة مثل طائرة "قآن"، التي أجرت رحلتها الأولى في 21 فبراير 2024.

ويرى أن "اختيار المهاجمين لها يعني استهداف الصناعات الدفاعية التركية".

وفي تصريح سابق له قارن أردوغان بين طائرة "قآن" وطائرة "إف 16" الأميركية.

وقال: "لقد تجاوزت تركيا عتبة حرجة للغاية نحو إنتاج طائراتها الحربية من الجيل الخامس".