"حديث الموتى والأحياء" شهادات مثيرة لأطباء مصر

تسببت طبيبة النساء والتوليد وسام شعيب، في حالة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قامت بعمل بث مباشر اختارت له عنوان "صدق أو لا تصدق" عن حالات تعاملت معها خلال فترة عملها.

ولم تكن تعرف وسام أن البث المباشر الذي نشرته عبر صفحتها على "فيسبوك" سيحصد ٧ ملايين مشاهدة، وسيتم نقله عبر صفحات أخرى في منصات مختلفة ليحصد عشرات الملايين، ويُصبح أهم ما يشغل الرأي العام.

وخلال البث تحدثت وسام عن طفلة عمرها ١٤ عاما قالت إنها اكتشفت حملها في الشهر الثامن رغم أنها أخبرتها في البداية بزواجها منذ ٣ أشهر فقط، لتقول إنها لم تكن متزوجة في الأساس، وفقا لتقديرات الطبيبة.

وأشارت شعيب إلى أن والدة الطفلة الحامل، سقطت عندما علمت باستحالة إجهاض ابنتها لأن الجنين سيخرج من بطنها على قيد الحياة مكتمل النمو، مؤكدة أنها لم تتعاطف مطلقا مع الأم.

وتحدثت الطبيبة عن حالات أخرى تعاملت معها خلال فترة عملها، مشيرة إلى أنها أبلغت الشرطة ذات مرة بعدما قامت بتوليد سيدة واكتشفت أن والد الطفل غير موجود.

وقالت وسام خلال البث الذي أثار الجدل في مصر، إنها اكتشفت حالة زنا لسيدة كانت مريضة لديها، وتعرضت للسجن بالفعل على جريمتها، متعجبة مما حدث.

وبعد انتشار البث على مواقع التواصل الاجتماعي، واجهت الطبيبة العاملة بمدينة كفر الدوار اتهامات عديدة حول نشر وإفشاء أسرار المرضى.

وردت وسام بأنها لم تقم بإفشاء أسرار المرضى بما أنها لم تذكر أسماء، واكتفت فقط بالحديث عن وقائع بعينها، من أجل "توعية البنات والمجتمع".

لكن تبريرات الطبيبة لم تكن كافية، حيث ألقت السلطات الأمنية القبض عليها، وعرضها على النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها. وأعلنت نقابة الأطباء المصرية إحالة الطبيبة إلى التحقيقات من أجل البت في مصيرها، بعد اتهامها بعدم الالتزام بشرف المهنة والإساءة لها.

قبل واقعة طبيبة كفر الدوار، شغل طبيب مصري آخر الرأي العام، ونال قسطا من الشهرة، بعد أن دأب على كشف الأسرار، لكن ليست المتعلقة بالمرضى، وإنما بالموتى.

دشن الطبيب محمد الشيخ، مجموعة على فيسبوك جذبت عشرات الآلاف من المتابعين، تحت عنوان "والموتى يتحدثون أيضا"، روى خلالها العديد من القصص التي عاشها مع الموتى.

ويعمل الشيخ طبيبا في مشرحة بها ثلاجات لحفظ الموتى، ويقول إنه رصد حالات لا تُصدق حول حركات الموتى ورسائلهم التي يوجهونها بعد موتهم على حد وصفه. وروى الشيخ قصة عن ٣ جثث لفتيات في المشرحة التي يعمل بها، تعرضن للقتل خلال عملهن في البغاء، مشيرا إلى أن غضب الله كان ظاهرا عليهن، وظهرت إحداهن مشوهة الوجه تماما، وتتحرك من مكان لآخر كلما تركها وعاد إليها.

وقال الشيخ إنه سمع أصواتا من الجثث الثلاثة كأنهن يصرخن من هول الصدمة أو العذاب أو الآلام، ليتم اتهامه من البعض بإفشاء الأسرار والحكم على الموتى كأنه يحاسبهم.

لكن الطبيب الشرعي المصري عاد ليروي قصصا أخرى حول جثث لم تتحل بعد أن انتدب لفتح المقبرة لأسباب مختلفة، مشيرا إلى أن أصحاب هذه الجثث كانوا صالحين وعلامات حسن الخاتمة والعمل كانت ظاهرة عليهم.

القصص الغزيرة التي نشرها الشيخ عبر مجموعته التي حذفتها منصة فيسبوك، ربما لانتهاك المعايير، حيث كانت تنشر صورا لجثث وقصصا مرعبة، كانت كافية لتمنحه كتابا مثيرا.

وبالفعل نشر الشيخ كتابا بعنوان "الموتى يتحدثون أيضا – للجثث رأي آخر"، وشمل الكتاب الكثير من القصص عن الموتى الذين زعم الكاتب أنهم يتحركون ويصدرون أصوات، ويرسلون رسائل بشكل مباشر بعد موتهم.

اتهم طبيبا نفسيا في الولايات المتحدة خلال شهر سبتمبر الماضي، بانتهاك خصوصية وأسرار المرضى، بعدما صرح بمعلومات في قضية قتل شغلت الرأي العام.

ونشرت مجلة نيوزويك قصة الطبيب الذي واجه انتقادات واسعة فيما عرف إعلاميا بقضية "الأخوين مينينديز" اللذان قتلا والديهما بـ١٤ طلقة نارية.

الثنائي أطلق النار على والدهما خمس مرات، بما فيها مرة قريبة على مؤخرة رأسه من بندقية، وتعرضت الأم لرصاصات في صدرها وذراعها وفخذها، وعندما حاولت الزحف والهرب بعيدا وجه ابنيها طلقة مباشرة في الوجه.

الواقعة الشهيرة التي تحولت إلى مسلسل على شبكة نتفليكس، تضمنت كشف الطبيب النفسي المعالج للشابين البالغين من العمر ٢١ و١٨ عاما، عن معلومات سرية تخص الثنائي، ما اعتبر انتهاكات لحقوق المرضى.

وفي مصر، اتهم طبيب آخر، لكن ليس بسبب إفشاء أسرار المرضى، وإنما لانتهاكهم، والتحرش بهم أثناء الكشف الطبي، حيث اعتاد أن يفعل ذلك مع الرجال.

وكان من بين ضحايا طبيب الأسنان باسم سمير، الكثير من المشاهير من الرجال، مثل الفنان المصري عباس أبو الحسن، وصانع المحتوى والمخرج تميم يونس، اللذين كشفا تاريخه بالتحرش قبل القبض عليه وسجنه بعد ثبوت التهم الموجهة إليه.