الرعب في شمال غزة بـ"لسان سكانه"

تقول أم أحمد لبد، 52 عاما، والتي تسكن في منطقة بيت لاهيا "نعيش فيلم رعب حقيقيا، الوضع لا يوصف، القصف الإسرائيلي لا يتوقف من الجو أو على الأرض". وتتابع السيدة عبر الهاتف في حديث مع وكالة فرانس برس: "نخشى مغادرة المنزل، سنغادر حين يطلب منا الجيش الإسرائيلي ذلك كما فعل في الأحياء المجاورة، لكن لا نعرف أين سنذهب تحديدا".

وتحذّر منظمات إنسانية من صعوبة الأوضاع في شمال غزة، منها منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت الخميس، 28 نوفمبر، أن القطاع بمجمله ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني من نقص حادّ في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

وأكد الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، أن القصف "لم يتوقف" في محيطه، مضيفا "تناثرت الشظايا على المستشفى".

وطالب أبو صفية "بتوفير الحماية للعاملين حيث أصيب 21 من طواقمنا خلال الأيام الماضية"، مؤكدا أن "الوضع في شمال قطاع غزة مأساوي وصعب للغاية، إذ لا يسمح الاحتلال بإدخال أي شيء للمنطقة". ويعمل مستشفيان فقط وبشكل جزئي في شمال القطاع هما كمال عدوان والعودة.

وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان، الخميس، أن 34 مريضا كانوا في مستشفيَي كمال عدوان والعودة نُقلِوا إلى "مستشفيات آمنة" في غزة، لكن غالبية المستشفيات في القطاع تعرضت لأضرار واسعة خلال الحرب.

بدوره، يصف أبو محمد المدهون، 55 عاما، الوضع الذي يعيشه بـ"الكارثي" وأنه يزداد سوءا كل يوم، مضيفا: "الجو بارد والطعام باهظ الثمن، كيلو الطماطم يكلف 200 شيكل (نحو 60 دولارا)، من لديه المال لشراء ذلك؟".

وأعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، فيليب لازاريني في تصريح على منصة إكس أن "العملية العسكرية الجارية في شمال غزة شرّدت 130 ألف شخص".

وقالت المنظمة الأممية إن "ظروف البقاء على قيد الحياة تتضاءل بالنسبة لـ65 إلى 75 ألف شخص يقدر أنهم بقوا في شمال غزة".

وتقول الحكومة الإسرائيلية إن 1207 أشخاص معظمهم مدنيون، قتلوا في هجوم 7 أكتوبر، وخطف 251 شخصا إلى داخل القطاع، 97 منهم يُعتقد أنهم أحياء.

بينما قتلت إسرائيل 44 ألفا و330 فلسطينيا غالبيتهم العظمى من المدنيين، وفق بيانات لوزارة الصحة في غزة، وتعتبرها الأمم المتحدة "أرقاما موثوقة".