"طبيب نفسي مُعادٍ للإسلام".. كل ما نعرفه عن منفذ عملية الدهس بألمانيا
في سوق مدينة ماغديبورغ الألمانية، غربي العاصمة برلين، كان المئات يتجولون في أحد أسواق عيد الميلاد مساء الجمعة 20 ديسمبر، يشترون منتجات منتجات يدوية ومأكولات، ووسط الجماهير تظهر سيارة BMW سوداء من طراز X5 تندفع وسط المارة تدهسهم لتتعالى صرخات المصابين، بحسب مجلة دير شبيغل.
وقتل في الهجوم 5 أشخاص، بينهم طفلة، وأصيب أكثر من 60 آخرين، إصابة 41 منهم خطيرة، حسب ما صرّح راينر هاسيلوف رئيس وزراء ولاية ساكسونيا أنهالت للصحافيين. فيما أفاد مصدر سعودي لوكالة رويترز، السبت، أن المملكة العربية السعودية حذرت السلطات الألمانية بشأن منفذ حادث الدهس.
وقالت الوكالة إن هذا التحذير وصل السلطات الألمانية بعد أن نشر منفذ الهجوم آراء متطرفة على حسابه الشخصي على منصة إكس تهدد السلام والأمن.
الحادث أعاد للأذهان ذلك اليوم من عام ٢٠١٦ حينما اقتحم أحد طالبي اللجوء، أنيس العمري، بشاحنة سوقا لعيد الميلاد ليقتل ١٢ شخصا، قبل أن يفر وتقتله الشرطة الإيطالية في مدينة ميلانو، فيما قيل إنها عملية منفردة من تنظيم داعش.
لكن حادث ٢٠٢٤ مختلف تماما، إذ أن منفذه طبيب سعودي اسمه "طالب عبدالمحسن" يبلغ من العمر ٥٠ عاما، لجأ إلى ألمانيا قبل 18 عاما، وله "نشاط معاد للإسلام" وعبّر بشكل علني عن "شعوره بالاضطهاد من السلطات الألمانية التي تقوم بأسلمة المجتمع الألماني"، وفقًا لمسؤول أمني ألماني كبير مطلع على التحقيق، وذلك قبل إلقاء القبض عليه في محطة ترام أمام مركز "ماغديبورغ ألّي-سنتر".. فماذا نعرف عنه وعن الجريمة؟
"طالب عبدالمحسن".. طبيب نفسي مؤيد لإسرائيل
- طبيب نفسي وصل ألمانيا عام ٢٠٠٦ وحصل على صفة لاجئ عام ٢٠١٦.
- برز الرجل في ألمانيا باعتباره ناشطاً معادياً للإسلام ومدافعاً عن حقوق المرأة.
- كان يعيش في بلدة بيرنبورغ.
- يشارك منشورات وآراء مؤيدة لإسرائيل بعد هجوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣.
- كان يدير موقعاً على الإنترنت وعدة قنوات على وسائل التواصل الاجتماعي تحذر من مخاطر الأسلمة وتقدم المشورة لطالبي اللجوء المحتملين.
- انتقد المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل قائلا إن "سياسة الحدود المفتوحة كانت خطة من ميركل لأسلمة أوروبا".
- متعاطف مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AFD) اليميني المتطرف.
- كان يحلم بمشروع مشترك مع الحزب لإنشاء أكاديمية للمسلمين السابقين.
- في منشوراته الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي التي نشرها قبل أيام من الهجوم، زعم أن الحكومة الألمانية تعمل على "تعزيز أسلمة البلاد".
- اتهم السلطات بفرض الرقابة عليه واضطهاده بسبب آرائه الانتقادية للدين.
- وعلى موقعه الإلكتروني، طالب اللاجئين المحتملين بتجنب ألمانيا بسبب ما قال إنه "تسامح حكومتها مع الإسلام المتطرف".
- ادعى أن ألمانيا تطارد من تركوا الإسلام وتمنح الجهاديين السوريين حق اللجوء.
- كان ينشر بشكل متكرر ما زعم أنه اضطهاد للنساء في الشرق الأوسط.
قال مسؤولون محليون إن المشتبه به قتل شخصين على الأقل بينهما طفل فيما أصيب ٦٠ على الأقل بحسب راينر هازلوف، رئيس وزراء ولاية سكسونيا-أنهالت، وقالت خدمات الطوارئ إن عدد الجرحى قد يصل إلى 80.
شوهد عمال الطوارئ يعالجون الضحايا على الأرض في السوق، محاطين بالدماء، فيما نصبت خيام مؤقتة في موقع الحادث، فيما وصف مشغل أحد أكشاك الطعام في السوق المشهد بأنه "يذكر بالحرب"، بحسب صحيفة
الغارديان.
وجهزت المستشفيات في دائرة نصف قطرها 80 كيلومترا حول المدينة لاستقبال المصابين وانتشرت طائرات الإنقاذ في المنطقة، وقال مستشفى جامعة ماغديبورغ إنه يعالج بين 10 إلى 20 مصابا ويستعد لاستقبال المزيد.
أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها بعد أن اقتحم رجل بسيارته سوقا لعيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ بوسط ألمانيا مساء الجمعة، ما تسبب في مقتل شخصين وإصابة 60 آخرين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في بيان: "لقد صدمنا من أنباء الهجوم اليوم في ماغديبورغ بألمانيا. نعرب عن تعازينا لأسر الضحايا وكذلك لحكومة وشعب جمهورية ألمانيا الاتحادية. ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين".
وقدّم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الناتو، مارك روته، تعازيه للمستشار الألماني أولاف شولتس. وكتب على إكس "تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم. الناتو يقف مع ألمانيا".
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه شعر بالفزع من "الهجوم الوحشي" على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ. وكتب ستارمر على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وجميع المتضررين. نحن نقف مع شعب ألمانيا".
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "صدمته الشديدة" بالهجوم، وكتب على موقع إكس "صدمت بشدة من الرعب الذي ضرب سوق عيد الميلاد في ماغدبورغ".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة تندد بحادث الدهس في سوق لعيد الميلاد. وورد في البيان "تؤكد المملكة موقفها في نبذ العنف، وتعبر عن تعاطفها وصادق تعازيها لأسر المتوفين. مع تمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".