كارثة تحل في كوريا الجنوبية بمقتل ١٧٩ شخصا ونجاة اثنين على متن طائرة في مطار موان الدولي جنوبي البلاد، وذلك بسبب، يرجحه المحققون، وهو صدمات الطيور التي تدخل في محركات الطائرة لتسبب حوادث قاتلة، أو على الأقل إجبار الطائرات على الهبوط الاضطراري.
قبيل هبوطها، حذر برج المطار الطائرة التابعة لشركة جيجو اير من احتمال الاصطدام بالطيور قبيل الهبوط مباشرة، فيما أطلقت الطائرة المنكوبة نداء استغاثة بعد دقيقة واحدة، قبل أن تتحطم خلال ٥ دقائق بحسب ما نقلت يونهاب عن وزارة النقل في كوريا الجنوبية.
٢٩٢ حالة وفاة نجمت عن حالات اصطدام الطيور بالطائرات بين عامي ١٩٨٨ و٢٠١٩، حسب ما تشير إدارة الطيران المدنية الأميركية، تحدث غالبا خلال هبوط وإقلاع الطائرات، أو أثناء تحليقها على ارتفاعات منخفضة.
اصطدام الطيور لا يتوقف فقط عند الطائرات، بل امتد في إحدى الحوادث إلى مكوك ديسكفري التابع لوكالة ناسا الأميركية أثناء انطلاقه عام ٢٠٠٥ ما دفع الوكالة لاتخاذ إجراءات إضافية تحميها من هذا النوع من الاصطدامات.. فماذا نعرف عن الطيور القاتلة بجانب المطارات؟
اعرف أكثر
ما بين عامي ١٩٨٨ و٢٠١٩، تسببت ضربات الطيور والحياة البرية عموما في مقتل 292 شخصا في حوادث جوية، حسب ما تشير إدارة الطيران المدنية الأميركية.
وهناك بعض الحقائق التي تكشفها الإدارة:
تحدث حوالي 53٪ من ضربات الطيور من يوليو إلى أكتوبر، وهو الوقت الذي تخرج فيه الطيور الصغيرة مؤخرًا من أعشاشها وتحدث الهجرة الخريفية.
تحدث حوالي 63٪ من ضربات الطيور مع الطائرات المدنية في النهار، وتحدث 8٪ عند الفجر أو الغسق، وتحدث 29٪ في الليل.
حوالي 61% من اصطدامات الطيور بالطائرات المدنية تحدث أثناء مراحل هبوط الطائرة، و36% تحدث أثناء الإقلاع والصعود، والنسبة الباقية (3%) تحدث أثناء وجود الطائرات على الأرض.
من عام 1990 إلى عام 2019، وقع 29 اصطدامًا بطائرات تجارية على ارتفاعات تتراوح بين 20 ألف إلى 31 ألف قدم فوق سطح الأرض.
في نوفمبر ٢٠٢٤، تعرضت طائرة تابعة للخطوط الملكية الهولندية (KLM) من طراز إير باص لضربة طائر في المحركين أثناء إقلاعها من مطار أمستردام ما اضطرها إلى العودة بعد ٢٨ دقيقة من الإقلاع، بحسب موقع شبكة الأمان الجوي ومقره الولايات المتحدة.
لم تكن هذه الحادثة الأولى إذ تعرضت طائرة في نوفمبر عام ٢٠٠٤ تتبع الخطوط نفسها لحادث مشابه.
اصطدمت الطيور هذه المرة بعجلات الهبوط الموجودة في منتصف الطائرة، لكن الرحلة التي كانت متجهة إلى برشلونة في إسبانيا استمرت حتى جاءت لحظة خروج عجلة الهبوط التي انكسرت، ليكتشف الطيار ما حدث لتنحرف الطائرة فقط إلى يسار المدرج.
استمر الانحراف إلى اليسار حتى خرجت الطائرة عن المدرج ومرّت عبر منطقة رملية ناعمة حيث كانت تتم بعض أعمال البناء، وتوقفت الطائرة قريبًا من حافة قناة تصريف مياه الأمطار دون خسائر بشرية، بحسب الموقع نفسه.
وهناك حوادث أخرى سجلتها الشبكة خلال عام ٢٠٢٤، لم تسجل وفيات، منها الآتي:
١٥ ديسمبر ٢٠٢٤- طائرة في مطار بويو بإندونيسيا اضطرت للهبوط في مطار باليمبانغ بعد تحطم محرك.
١٠ نوفمبر ٢٠٢٤- طائرة تابعة لخطوط هاينان الصينية وعادت لمطار Roma-Fiumicino الذي انطلقت منه بعد ٥٤ دقيقة.
٦ سبتمبر ٢٠٢٤- تعرضت رحلة طيران إيربلو لحادث اصطدام بطائر أثناء عملية الإقلاع وعادت الطائرة بأمان إلى الممر وتوقفت على المدرج.
٢٣ يوليو ٢٠٢٤-تعرضت رحلة خطوط طيران LATAM التشيلية، لحادث اصطدام بطائر أثناء الإقلاع من مطار أسونسيون الدولي (ASU) في باراغواي، وعادت الطائرة بهبوط آمن بعد 68 دقيقة من الإقلاع.
في عام 2005، كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق لإطلاق مكوك الفضاء "ديسكفري" في أول رحلة منذ فقدان المكوك "كولومبيا" في عام 2003، الذي دُمر أثناء دخوله إلى الغلاف الجوي، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ اصطدم نسر كبير بظهر خزان الوقود الخارجي للمكوك ليموت الطائر.
بعد هذا الحادث، ورغم أن المكوك لم يتأثر لأن الاصطدام وقع في الجهة الخلفية من خزان الوقود الخارجي، اتخذت ناسا تدابير لتقليل احتمال حدوث اصطدامات طيور، بحسب NBC عام ٢٠٠٩ كالآتي:
تشجيع الموظفين على الإبلاغ عن أي حوادث حيوانات ميتة على الطرق في محيط مركز الفضاء، لأن هذا يمكن أن يجذب قطعانًا من طيور النسر الكبيرة والجائعة.
يتتبع مسؤولو ناسا أسراب الطيور باستخدام الرادار أثناء إطلاق المكوك.
توجد نقطة خلال العد التنازلي للإطلاق يمكن فيها لمسؤولي ناسا تأجيل الإقلاع لبضع دقائق للسماح لقطيع الطيور المتداخل بالخروج من مسار الإطلاق.
وتقدم ناسا مجموعة من التوصيات لقائدي الطائرات فيما يرتبط بهذا النوع من الحوادث لا سيما أثناء الطيران المنخفض كالآتي:
الاطلاع على بيانات تحليل مخاطر الطيور للمنطقة التي سيتم الطيران فيها.
قد تشير أنماط هجرة الطيور المعروفة إلى الارتفاعات التي يجب تجنبها.
يجب تشغيل أضواء التعرف على الطائرات أثناء الطيران على ارتفاع أقل من 10,000 قدم.
في فترات العمل عالية التحميل، حيث قد يتم تقليل مراقبة الطيور، يُفضل الارتفاع لتقليل خطر الاصطدام بالطيور.
في حالة حدوث اصطدام بالطيور أو الاشتباه في حدوثه:
يجب بدء الارتفاع بعيدًا عن الأرض من أجل تقييم الأنظمة الجوية والإصابات المحتملة للطاقم وقابلية التحكم في الطائرة.
الهبوط في أقرب وقت ممكن وفحص الطائرة قبل استئناف الرحلة.
في حالة اصطدام الطيور بالزجاج الأمامي، مع وجود طيارين مؤهلين على متن الطائرة، يجب النظر في الرؤية والإصابات لتحديد الطيار الأنسب للهبوط.