محمد عمرا.. ما لا تعرفه عن "الذبابة" التي دوّخت أوروبا 9 أشهر

بعد الحادثة التي هزت فرنسا وأثارت موجة من الغضب، سقط محمد عمرا، المعروف بلقب "الذبابة" La Mouche، بعد 9 أشهر من مطاردة شغلت أوروبا، ودفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتلقي التهاني من الزعماء الأوروبيين، مساء السبت 22 فبراير، بعد القبض عليه في رومانيا.

عمرا، الذي يُعتبر أحد أبرز تجار المخدرات في شمال فرنسا، كان تحت مراقبة أمنية مشددة بعد سلسلة من الجرائم التي ارتكبها، بما في ذلك محاولة قتل واختطاف، لكن في خطوة مفاجئة، تمكن من الهروب وسط كمين دامٍ تم تنفيذه بواسطة مسلحين في مايو 2024، ما فتح الباب لتساؤلات حول الثغرات الأمنية في السجون الفرنسية وعمليات النقل بين المنشآت الإصلاحية.

من جهته، وصف الرئيس إيمانويل ماكرون عملية الاعتقال بـ"النجاح الرائع"، فيما شكر وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتاليون، مساء السبت 22 فبراير، "جميع القوات التي ساعدت في القبض على محمد عمرا في رومانيا "، في منشور على منصة "إكس".

وقال رئيس الحكومة فرانسوا بايرو إنه "نجاح رائع لشرطتنا الوطنية. الاحترافية العالية والمثابرة تستحق امتنانا".

من جانبها، قالت الشرطة الرومانية إنه تم القبض على عمرا خلال عملية نفذت في العاصمة الرومانية بوخارست، لكن..

يبلغ عمرا 30 عامًا، وهو تاجر مخدرات من شمال فرنسا، وفقًا لمصادر في الشرطة الفرنسية التي أفادت بأن لديه صلات بأشهر وأقوى عصابة أفريقية في مرسيليا، بينما أكدت المدعية العامة لور بيكوا أنه كان يخضع للتحقيق في قضية اختطاف وقتل في المدينة.

من بين الجرائم التي تورط فيها عمرا، الاشتباه في أنه أمر باغتيال فرنسي في إسبانيا عام 2023.

كان عمرا يخضع لمراقبة مشددة، وحُكم عليه بالسجن 18 شهرًا بتهمة السطو. ومع ذلك، لم يُعتبر سجينًا "خطرا"، وفقًا لمصادر في الشرطة تحدثت إلى صحيفة لو فيغارو، رغم أنه أدين 13 مرة، لكن معظمها كانت جرائم بسيطة مثل السرقة، والقيادة بدون رخصة، ورفض التوقف للشرطة، بحسب قناة BFM TV.

كشف مصدر في السجن لصحيفة لو باريزيان أن عمرا حاول نشر قضبان زنزانته قبل يومين من الهجوم. وبعد المحاولة، وُضع في الحبس الانفرادي، وتم تشديد مراقبته، مما استلزم وجود عدد أكبر من الحراس خلال عمليات نقله.

كان عمرا يُنقل إلى سجن إيفرو في نورماندي بعد جلسة محكمة في روان، في 14 مايو 2024 على بعد نحو 55 كيلومترًا، عندما تعرضت السيارة للهجوم من قبل رجال في مركبتين.

وأظهرت لقطات المراقبة اصطدام سيارة دفع رباعي سوداء بسيارة الترحيل البيضاء.

وذكرت قناة BFM أن إحدى المركبات المستخدمة في الهجوم كانت قد سُرقت مؤخرًا في منطقة سين-إي-مارن، وحاول المهاجمون إشعال النار فيها قبل الفرار. وعُثر على السيارتين محترقتين بالقرب من موقع الهجوم.

وخلال الهجوم، الذي وقع عند نقطة تحصيل الرسوم على الطريق السريع، قُتل اثنان من حراس السجن، وأصيب 3 آخرون بجروح خطيرة.

كما أظهرت اللقطات رجلين على الأقل مقنعين ويحملان بنادق، يتحركان بالقرب من السيارة المشتعلة، حسب ما نقل تقرير لقناة سكاي البريطانية.

قال محامي عمرا، هوغ فيجييه، إنه "مصدوم" من العنف "غير المبرر". وأضاف لقناة BFM: "هذا لا يتماشى مع الانطباع الذي كان لدي عنه"، مؤكدا: "إذا كان متورطًا، فهذا يعني أنني كنت مخطئًا تمامًا بشأن طريقة تفكيره وما هو قادر عليه".

أما والدة عمرا، فقالت إنها لم تكن تعلم بالهجوم المخطط له. وقالت في حوار مع قناة RTL: "إنه لا يتحدث معي. إنه ابني، لكنه لا يخبرني بأي شيء على الإطلاق".

وعلّقت على الهجوم قائلة: "انفطر قلبي، وبكيت. كنت في حالة سيئة للغاية، كيف يمكن أن تُزهق الأرواح بهذه الطريقة؟".

وبعد تنفيذ الهروب بهذه الطريقة، تم نشر عدة مئات من ضباط الشرطة في عملية مطاردة واسعة بعد فرار عمرا.

وكتب وزير الداخلية السابق جيرالد دارمانان على منصة X: "يتم استخدام جميع الوسائل للقبض على هؤلاء المجرمين. بناءً على توجيهاتي، تم تعبئة عدة مئات من ضباط الشرطة والدرك".

كما أعلنت المدعية العامة لور بيكوا فتح تحقيق في الهجوم، باعتباره جريمة قتل وجريمة منظمة. وشمل التحقيق أيضًا تهم الهروب المنظم، وحيازة أسلحة عسكرية، والتآمر لارتكاب جريمة.

في أعقاب الحادث، أعلنت نقابات حراس السجون في فرنسا عن "يوم السجون الميتة"، حيث نُظمت إضرابات واحتجاجات أمام السجون في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك باريس، وروان، ونيس، وغراس، ودراغينيان، وأميان.