بعد زلزال ميانمار.. محاولات يائسة لإنقاذ الناجين بالأيدي العارية
ارتفعت حصيلة الزلزال القوي الذي ضرب ميانمار إلى 1644 قتيلا، بحسب آخر حصيلة أوردها المجلس العسكري السبت، إضافة الى 3408 جرحى.
وأفاد مكتب إعلام المجلس العسكري في بيان أن 139 شخصا على الأقل لا يزالون مفقودين بعد زلزال الجمعة الذي بلغت شدته 7.7 درجات.
وخلال الساعات التي تلت الزلزال العنيف الذي سوى مباني بالأرض في ماندلاي بميانمار، الجمعة، بحث الناجون وسط الأنقاض بأياديهم العارية في محاولات يائسة لإنقاذ المحاصرين.
وقال أحد السكان وعمال إنقاذ في ثاني أكبر مدينة في البلاد لرويترز إنهم يكافحون لانتشال الناجين الذين يصرخون طلبا للمساعدة في ظلّ غياب المعدات الثقيلة والسلطات.
نجا هتيت مين أو، 25 عاما، بصعوبة بالغة عندما انهار عليه جدار من الطوب وعلق نصف جسده تحت الركام. وقال لرويترز إن جدته واثنين من أقاربه ما زالوا تحت أنقاض مبنى.
وتابع قائلا وهو يبكي "هناك الكثير من الأنقاض، ولم تصل إلينا أي فرق إنقاذ".
تعاني ميانمار أزمة منذ عام 2021 عندما استولى الجيش على السلطة من حكومة منتخبة وسحق الاحتجاجات بوحشية مما أثار انتفاضة مسلحة لم تحدث من قبل.
وتقول منظمات إنسانية إن الزلزال، الذي بلغت قوته 7.7 درجات وأودى بحياة أكثر من ألف شخص، جاء في لحظة حرجة بالنسبة للبلاد في ظلّ الحكم العسكري المستمر منذ 4 سنوات والحرب الأهلية التي شلت البنية التحتية وشردت الملايين.
وقالت نائبة مدير برنامج الأغذية العالمي في البلاد، شيلا ماثيو، في بيان "ضرب الزلزال القوي البلاد في أسوأ توقيت ممكن.. لا تستطيع ميانمار تحمل كارثة أخرى".
وقال محمد رياس، مدير لجنة الإنقاذ الدولية في ميانمار، إن السكان في أنحاء البلاد متضررون من "العنف واسع النطاق"، وإن النظام الصحي "دمره الصراع، ويكافح للتعامل مع حالات تفشي الكوليرا وأمراض أخرى".
وتابع رياس "الضغوط الإضافية الناجمة عن تلبية احتياجات المصابين من الزلزال ستؤدي لضغط غير مسبوق على الموارد غير الكافية بالفعل".
ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري في ميانمار على طلبات التعليق.
قالت الأمم المتحدة في يناير إن ميانمار تواجه "أزمة متعددة الأبعاد" تتسم بانهيار اقتصادي وصراع محتدم ومخاطر مناخية وتفاقم الفقر. وأكثر من نصف البلاد محروم من الكهرباء، والمستشفيات في مناطق الصراع خارج الخدمة.
ونزح أكثر من 3.5 ملايين شخص وفر كثيرون آخرون عبر الحدود وسط قتال بين الجيش وجماعات مسلحة سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي.
وذكرت منظمة (فري بورما رينجرز) الإغاثية أن المعارك استمرت، الجمعة، عقب الزلزال إذ شنّ الجيش غارات جوية بالطائرات الحربية والمسيرة في ولاية كارين، بالقرب من مقرّ إحدى أكبر الجماعات العرقية المسلحة.
وقال أحد رجال الإنقاذ الذي كان يحاول إخراج 140 راهبا من تحت أنقاض مبنى منهار في أمارابورا بماندلاي لرويترز "لا نستطيع المساعدة لأننا لا نملك ما يكفي من الأيدي العاملة والآلات لإزالة الأنقاض". لكنه استطرد قائلا "لن نتوقف عن العمل".
وأصدر المجلس العسكري في ميانمار مناشدة نادرة للحصول على مساعدات دولية، ومن المقرر أن تصل فرق الاستجابة للكوارث من روسيا والصين وسنغافورة والهند، السبت.
لكن نشطاء حقوق الإنسان أثاروا مخاوف من أن المساعدات لن تصل إلى السكان على الأرض نظرا لتاريخ النظام في منع وصول الإغاثة إلى أجزاء من البلاد تسيطر عليها جماعات المعارضة.
وطلب بعض السكان المساعدة في توفير الآلات عبر فيسبوك.
وكتب شخص أن أفرادا من عائلته سحقوا تحت أنقاض مسجد، مضيفا "نحتاج إلى استئجار رافعة لإزالة الكتل الخرسانية الثقيلة. إذا كان لدى أي شخص معلومات عن مكان يمكننا استئجارها منه، يرجى التواصل معنا".