ما حدث في اليمن ليس استثناء، بل امتدادٌ لنهج اتّبعته مؤسسات الاستخبارات الأميركية منذ سنوات، بحسب ما أفادت صحيفة
وول ستريت جورنال في تقرير نشرته عام 2024 بعنوان "الجيش الأميركي يتّصل بشبكات التواصل لجمع المعلومات الاستخبارية".
أشار التقرير إلى أن وكالة الاستخبارات الدفاعية، DIA، كثّفت منذ 2013 جهودها لتوظيف المنشورات العامة على تويتر وفيسبوك كمصدر للاستخبارات الأجنبية، في إطار ما يُعرف بـ"الاستخبارات من المصادر المفتوحة".
تَمثّل أول نجاح لافت لهذه المقاربة في حادثة إسقاط طائرة الخطوط الماليزية فوق أوكرانيا، حيث تمكّن محللون من تتبّع منشورات على موقع VK الروسي من قبل انفصاليين موالين لموسكو أعلنوا فيها إسقاط طائرة أوكرانية عسكرية، قبل أن يتبيّن أن الضحية كانت طائرة مدنية. ووفقاً للجنرال مايكل فلين، فإن أول خيط في التحقيق جاء "من وسائل التواصل الاجتماعي خلال دقائق فقط من الحادثة".
رغم ذلك، لا يُخفي مسؤولو الاستخبارات الأميركية وجود مخاوف من مدى دقة المعلومات المنشورة على هذه المنصات، خاصة مع إمكانية استخدامها لنشر معلومات مغلوطة أو خوض حملات تضليل. ورغم تطور الأدوات، يبقى الشك مشروعا، و"ما يُنشر على تويتر ليس معيارا ذهبيا"، بحسب مسؤول أميركي كبير.
ومع هذا، يتّضح أن منصات التواصل باتت جزءاً لا يتجزأ من غرفة عمليات القرار العسكري، ما يزيد من المخاطر في مناطق النزاع كاليمن، حيث قد تكون تغريدة خاطئة كفيلة بحصد أرواح أبرياء.