تكشف وول ستريت جورنال عن أن بعض هذه العمليات نفذها شباب تم تجنيدهم عبر تطبيقات مشفرة مثل تيلغرام وسيغنال، وتمت قيادتهم عن بُعد من قبل رؤوس الشبكات، دون أن تكون هناك معرفة شخصية بينهم.
أحد أبرز الأمثلة هو اختطاف كيليان ديسنوس، وهو صانع محتوى شهير في عالم المقامرة الرقمية، حين تظاهر أحد المهاجمين بأنه سائق توصيل أمازون وخطف والده في أغسطس 2023.
ظهر الوالد لاحقا في فيديو، تحت تهديد السلاح، يطلب من ابنه دفع الفدية. وعلى الرغم من إخطار الشرطة، دفع ديزنوس المبلغ، وأُفرج عن والده في اليوم التالي.
لاحقًا كتب: "التفاخر على الإنترنت لم يكن فكرة ذكية. أدركت ذلك الآن".
أما الحادثة الأشد وطأة، فكانت في يناير الماضي، عندما اختُطف دافيد بالان، أحد مؤسسي شركة "ليدجر" لتخزين العملات الرقمية، برفقة شريكته، من منزله في منطقة ريفية وسط فرنسا. بعد ساعات، تلقى شركاؤه رسائل من الخاطفين يطالبون بفدية 10 ملايين يورو، مرفقة بفيديو يُظهر قطع أحد أصابع.
تولت الشرطة المفاوضات بالتنسيق مع شريكه المؤسس إريك لارشفك، وتم تحويل دفعة أولى من الفدية، في الوقت الذي كانت فيه القوات تبحث عن مكان احتجاز الرهينتين.
بعد تعقب الإشارة، عُثر على بالان في منزل مستأجر محاط بالمزارع، وتم تحريره، لكن شريكته لم تكن هناك، وتم العثور عليها في اليوم التالي داخل شاحنة مسروقة على بُعد 90 دقيقة شمالا، بعد دفع فدية جديدة.
لحسن الحظ، طالب الخاطفون بدفع الفدية بعملة "تيذر"، التي يمكن تجميدها لاحقا، ما أتاح لفريق ليدجر استرداد نحو 80% من المبلغ.
بالرغم من بشاعة التجربة، حاول بالان التخفيف من آثارها بتغيير وصفه الشخصي على منصة X إلى: "الأصابع: 9 من 10".
ولم يكن عنوان منزل بالان مدرجا ضمن البيانات التي سُرّبت في اختراق ليدجر عام 2020، مما يفتح باب الشكوك حول وجود مصادر أخرى حصل منها المجرمون على معلومات حساسة.