على حساب أوروبا.. واشنطن تتحرك بسرعة لنقل باتريوت إلى كييف
إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روتّه في البيت الأبيض، الإثنين، عن خطة جديدة تهدف إلى تحويل عبء دعم أوكرانيا من واشنطن إلى العواصم الأوروبية، عبر برنامج تسليح ضخم تموله دول الناتو، بدأ يؤتي ثماره بعد تحرك سريع من واشنطن لتوصيل الأسلحة إلى كييف بموجب هذه الخطة.
مبعوث واشنطن لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ماثيو ويتاكر، صرح للصحافيين الخميس أن الولايات المتحدة تتحرك بسرعة لتوصيل الأسلحة إلى أوكرانيا بموجب خطة ترامب، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وقال: "نتحرك جميعًا على عجل لتسهيل هذا الأمر وإنجازه، وكما تعلمون، أعتقد أن الأمور تسير بسرعة كبيرة"، مضيفا "لكن لا يمكنني تأكيد موعد اكتمال كل هذا". وشدد على أن "السرعة هي العامل الحاسم في هذه المرحلة".
وكانت تساؤلات أثيرت حول مصدر أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وما إذا كانت من مخزونات البنتاغون ومتى يمكن أن تصل إلى أوكرانيا وسط القصف الروسي المتواصل.
وضمن هذا السياق، قال القائد الأعلى لحلف الناتو في أوروبا، بشكل منفصل، إن الاستعدادات جارية لشحن أولى أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا بموجب هذه الخطة.
وصرح الجنرال الأميركي أليكسوس غرينكويش بوجود "نقاش مستمر" حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستبيع صواريخ باتريوت المتوفرة بالفعل في مخزوناتها العسكرية.
وتشمل الدول المشاركة في عملية شراء أنظمة باتريوت كلًّا من ألمانيا وكندا وبريطانيا وفنلندا والسويد والنرويج والدنمارك.
في غضون ذلك، أعلنت الحكومة السويسرية تأجيل تسلم أنظمة باتريوت الأميركية في ظل إعادة واشنطن ترتيب أولوياتها لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.
وجاءت هذه الخطوات في الوقت الذي أثارت فيه مساعي ترامب لنسب الفضل لنفسه في إرسال الأسلحة الإضافية إلى أوكرانيا على حساب أوروبا، خلافًا طفيفًا في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس: "إذا دفعنا ثمن هذه الأسلحة، فسيكون ذلك دعمًا لنا".
نفاد مخزون البنتاغون من الباتريوت
وفق تقرير للغارديان قبل أسبوع، أجرت إدارة ترامب مراجعةً لمستوى استنزاف صواريخ باتريوت وغيرها من الذخائر في فبراير.
وتسارعت وتيرة المناقشات في البنتاغون حول المخزون بعد أن نشرت الولايات المتحدة المزيد من صواريخ باتريوت الاعتراضية في الشرق الأوسط لدعم الحملة ضدّ الحوثيين ولدعم إسرائيل في حربها ضد حماس.
وقالت مصادر إن الوضع ازداد حدّةً بعد قصف المنشآت النووية الإيرانية الشهر الماضي.
ودفع الاستنزاف الأخير لصواريخ باتريوت وغيرها من الذخائر بالبنتاغون إلى تجميد أحدث عملية نقل للذخائر إلى أوكرانيا، إلى حين الانتهاء من مراجعة داخلية للمخزون.
روسيا: إشارة لكييف للتخلي عن السلام
من جهتها أعلنت روسيا أن قرار دونالد ترامب بزيادة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا يُمثل إشارة لكييف للتخلي عن جهود السلام، متعهدةً برفض "الابتزاز" المتمثل في إنذار واشنطن الجديد بالعقوبات.
وكان ترامب قد حدد الإثنين، مهلة 50 يومًا لموسكو للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإلا ستواجه عقوبات، كما وعد بتقديم المزيد من الأسلحة لكييف.
وأدانت وزارة الخارجية الروسية هذه الخطوة، إذ قالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا: "من الواضح أن نظام كييف ينظر باستمرار إلى مثل هذه القرارات التي يتخذها الغرب كإشارة لمواصلة المجازر والتخلي عن عملية السلام".