في مدينة ماريوبول الأوكرانية التي دمرتها الحرب، تعيد روسيا بناء عقارات مدمرة وبيعها لمواطنين روس جدد، مستبعدة السكان الأوكرانيين الأصليين الذين شردتهم الحرب ومنعتهم من استعادة ممتلكاتهم أو الحصول على تعويضات، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
واحدة من هذه العقارات هي "ساعة المنزل" (Clock House)، المبنى الذي كان يُعتبر رمزًا من رموز تراث ماريوبول الفريد. تعرض المبنى لأضرار بالغة خلال القصف الروسي العنيف الذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الآلاف، وتم هدمه من قبل شركات البناء المرتبطة بالكرملين بعد سيطرة القوات الروسية على المدينة، بحسب التقرير.
في كتيب ترويجي، تبرز شركة التطوير العقاري للمبنى موقعه المتميز على بعد 15 دقيقة سيرًا على الأقدام من البحر، مع إشارة مختصرة إلى أنه تضرر خلال "الأحداث العسكرية".
السكان السابقون، مثل إيلينا بوداك التي كانت عائلتها تمتلك شقة فسيحة في المبنى قبل أن تهجر إلى ألمانيا، أكدوا أن روسيا تستبعدهم من إعادة تطوير المبنى وبيع الشقق للوافدين الروس فقط.
تقول بوداك: "نحن، المالكون السابقون، لا نملك الحق في العودة".
ترافق هذا التحول حملة روسية ممنهجة لاستبدال السكان الأوكرانيين بالسكان الروس، مع تقديم تسهيلات جذابة لهم، مثل معدلات رهن عقاري منخفضة تصل إلى 2% لجذب القادمين الجدد.
مدينة ماريوبول ترمز اليوم إلى قسوة الحرب الأوكرانية وصمود شعبها. رغم الدمار الهائل الذي لحق بها، يروج وكلاء العقارات بحماس لصفاء الهواء الجديد وللشقق التي أصبحت في متناول القادمين من روسيا.
من بين القادمين، امرأة روسية من سيبيريا أعجبت بأشعة الشمس الساطعة عند زيارتها الأولى العام الماضي، واشترت شقة تحتاج فقط إلى إصلاحات طفيفة، وتخطط للعيش فيها بعد التقاعد، محققة حلم زوجها بالسكن قرب البحر.