أمن‎

عصر "المفاعلات الصغيرة"؟.. سباق نووي جديد بين واشنطن وأوروبا

نشر
AP
كشفت باحثة أميركية متخصصة بشؤون الطاقة النووية والأمن العالمي، أن بولندا تمضي قدما في خطط لإقامة مفاعلات نووية معيارية صغيرة، بعدما توصلت شركة الطاقة العملاقة التابعة للدولة أورلين إلى اتفاق مع شركة سينثوس غرين إنيرجي.
وقالت أميلي داي، وهي باحثة وكاتبة ومحررة مشاركة في مجلة "إنرجي وورلد" و"تيكلاند"، إن المشروع سوف يستخدم تقنية مفاعل الماء المغلي، إكس-300، من شركة جي إي هيتاشي، وهو الأول من نوعه في أوروبا، ويأتي ذلك عقب التزامات مالية سابقة بالدعم تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار قدمتها وكالات حكومية أميركية.
ويضيف هذا الإعلان زخما لبرنامج بولندا الأوسع نطاقا الخاص بالطاقة النووية، حيث تمضي الحكومة قدما في مشروع وستنغهاوس-بيكتل الذي تبلغ قيمته 51 مليار دولار، ولكنه تعرض لانتكاسات في الآونة الأخيرة، بما في ذلك انسحاب شركة كوريا للطاقة الكهرومائية والنووية مؤخرا.
بدورها انتقلت محطة باليساديس للطاقة النووية في ميشيغان رسميا من وقف التشغيل إلى وضع استئناف عملها، وهي أول محطة نووية في الولايات المتحدة تتم فيها هذه العملية في التاريخ.
في المقابل، أعلنت شركة كازاتومبروم الكازاخية، وهي أكبر منتج لليورانيوم في العالم، أنها ستخفض إنتاجها تقريبا بنسبة 10% في عام 2026، وهي خطوة من شأنها أن تخفض الإمدادات العالمية بنسبة 5% تقريبا. فماذا يحدث في السباق النووي للمفاعلات الصغيرة بين الدول؟

طاقة نووية لاستخدامات مدنية

أوضحت داي، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، أن هذا الإعلان يحل أيضا أزمة استمرت عاما ونصف بين شركتي أورلين وإس جي إي بشأن حقوق التقنية.
وتمنح الحكومة الجديدة كلتا الشركتين أسهما مقسمة بالتساوي 50-50 وشركة أو إس جي إي الحقوق الكاملة بشأن الترخيص الخاص بتقنية مفاعل الماء المغلي إكس-300.
وبينما لاتملك بولندا حاليا أي طاقة نووية، فإنها تهدف لتوليد 23% من احتياجاتها من الكهرباء باستخدام الطاقة النووية بحلول عام 2040.
ومن خلال تطوير مفاعلات نووية معيارية صغيرة، إلى جانب مفاعلات كبيرة، تشير وارسو إلى نهج متنوع بشأن الطاقة النووية يمكن أن يجعلها قاعدة اختبار في وسط أوروبا بالنسبة لكل من تصاميم المفاعلات الجديدة.

كازاخستان وإنتاج اليورانيوم

في المقابل، أعلنت شركة كازاتومبروم الكازاخية، وهي أكبر منتج لليورانيوم في العالم، أنها ستخفض إنتاجها تقريبا بنسبة 10% في عام 2026، وهي خطوة من شأنها أن تخفض الإمدادات العالمية بنسبة 5 % تقريبا.
وأشارت الشركة إلى توازن بين العرض وعدم تغطية الطلب لتبرير عودتها إلى الإنتاج الكامل. وسوف يخفض هذا التعديل الإنتاج من 32 ألفا و777 طنا من اليورانيوم إلى 29 ألفا و697 طنا، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التغييرات التي طرأت على مشروع بودينوفسكوي المشترك.
ومع ذلك، ظلت القواعد الإرشادية بالنسبة لعام 2025 كما هى بدون تغيير. ويؤكد هذا الخفض الحساسية الجيوسياسية لأسواق اليورانيوم، حيث تسيطر كازاخستان على حوالي 40 % من الإمدادات العالمية، في وقت تدفع فيه التعريفات الجمركية الأميركية، والمخاوف بشأن أمن الطاقة، والدعم للسياسات النووية التوقعات الخاصة بارتفاع الطلب.
وفي الوقت الذي تنخفض فيه إمدادات اليورانيوم، سيقلّ العرض، مما سوف يؤدي إلى دفع الأسعار إلى الارتفاع. وبينما يرى مطورو مناجم جديدة حوافز واستثمارا أكبر، فمن المحتمل أن تواجه شركات المرافق والحكومات التي تعتزم إنشاء محطات نووية جديدة مزيدا من الضغوط لتأمين عقود طويلة الأجل.
وبالنسبة لشركات المرافق ومطوري المفاعلات النووية المتقدمة، يدعم الخفض الحاجة إلى تنويع سلاسل إمدادات الوقود وتسريع مبادرات التخصيب الغربية ومبادرات الاتحاد الأوروبي الخاصة باليورانيوم منخفض التخصيب عالي التحليل.

محطة باليساديس النووية الأميركية.. تشغيل بعد إيقاف

محطة باليساديس النووية، أصبحت أول مفاعل نووي في الولايات المتحدة يُعاد تشغيله بعد إيقافه.
انتقلت محطة باليساديس للطاقة النووية في ميشيغان رسميا من وقف التشغيل إلى وضع استئناف عملها، وهي أول مفاعل نووي في الولايات المتحدة تتم فيه هذه العملية في التاريخ.
وبعد موافقة لجنة التنظيم النووي على حزمة التراخيص لشركة هولتيك إنترناشونال في أواخر يوليو، أصبح من المسموح الآن إعادة تزويد المفاعل، الذي يعمل بالماء المضغوط بقدرة 800 ميغاوات من الكهرباء، بالوقود وإعادة تشغيله بمجرد اكتمال العمل النهائي للمشروع، بما في ذلك إعادة تجميع التوربينات والمولدات.
كان قد تم في الأصل إغلاق المحطة في عام 2022 من جانب شركة إنيرجي، ويتم تمويل إعادة تشغيلها جزئيا من خلال قرض بضمان بقيمة 1.52 مليار دولار من وزارة الطاقة، حيث تم صرف 335 مليون دولار بالفعل.
وبمجرد عودة المحطة للعمل، ستوفر باليساديس الكهرباء لأكثر من 800 ألف منزل، وستدعم أكثر من 1600 متخصص ومقاول في المجال النووي.
وتهدف إعادة التشغيل أيضا إلى تمهيد الطريق لخطة شركة هولتيك طويلة الأجل لبناء مفاعلين نوويين صغيرين، بقدرة 300 ميغاوات كهرباء في الموقع مع شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات بحلول أوائل الثلاثينيات من القرن الحادي والعشرين.
وفي حين تؤكد الولايات المتحدة مجددا على الطاقة النووية، فإن إحياء مشروع محطة باليساديس يوفر نموذجا محتملا لتوسيع القدرة النووية الأميركية وتأمين تأكيد الرئيس دونالد ترامب على الهيمنة على قطاع الطاقة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة