أطفال يعتدون على أطفال.. جرائم جنسية تهدد بريطانيا من الداخل
كشفت شبكة "سكاي" الإخبارية البريطانية، في تقرير خاص، عن "أزمة" اعتداءات جنسية على الأطفال ومن أطفال، وسط تحذيرات من أنّه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة، فهناك خطر تجريم "جيل" منهم.
وحصلت سكاي نيوز على حقّ الوصول الحصري إلى مركز اتصال يساعد ضحايا الاعتداءات، حيث كشفت الجمعية الوطنية للأشخاص الذين تعرضوا للإساءة في مرحلة الطفولة (NAPAC) إن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال، وتُظهر بيانات الجرائم الجماعية أنها أصبحت الآن أكثر انتشارًا من الحوادث التي تنطوي على عصابات الاستدراج.
وقالت غابرييل شو، الرئيسة التنفيذية للجمعية، لشبكة سكاي نيوز إن الإحصاءات "الصادمة" تُظهر حدوث "تحوّل جذري" في الجرائم.
نمط مقلق.. أطفال يعتدون على أطفال
تُظهر أحدث أرقام جرائم الاعتداء والاستغلال الجنسي للأطفال الصادرة عن المجلس الوطني لرؤساء الشرطة (NPCC) في إنكلترا وويلز، أنّ 52% من جميع الجناة، في المناطق التي سُجلت فيها الأعمار، تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا.
ويتعلق نحو 41% من هذه الجرائم بصور غير لائقة للأطفال. يلتقط المراهقون معظم هذه الصور العارية لأنفسهم قبل مشاركتها مع شريك كجزء من سلوك "تجريبي".
ولكن في الطرف الآخر من مقياس الجرائم، تُشكل جرائم الاغتصاب 17% من الجرائم الجنسية التي يرتكبها أطفال آخرون ضد الأطفال.
ويُحذّر ريتشارد فيوكس، مدير فريق عمل مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال في المجلس الوطني لحماية الأطفال (NPCC)، من أنّ تبادل الصور الحميمة بالتراضي قد يُؤدي إلى الإكراه والابتزاز، وأن سهولة الوصول إلى الموادّ الإباحية العنيفة تُعدّ جزئيًا وراء هذا التوجه المُقلق في اعتداء الأطفال على الأطفال.
وقال لشبكة سكاي نيوز: "بالنسبة لجيل من الأولاد تحديدًا، غالبًا ما يعتبرون ذلك سلوكًا طبيعيًا، يُمارسونه مع الفتيات".
وأضاف ريتشارد فيوكس أن تبادل المراهقين صورًا غير لائقة لبعضهم البعض قد يُسجّل كجرائم نظرًا لسنّ الرشد القانوني.
سكاي نيوز التي دخلت مركز الاتصال المخصص للخط الساخن المعني بالتعاطي مع الاتصالات الواردة من الضحايا شهدت على مكالمات مؤلمة لأفراد عانوا من جميع أنواع الإساءة.
ففي إحدى الحالات، اتصل شاب طالبا المساعدة ولمن يستمع إليه في الدرجة الأولى. ففي صغره تعرض لضرب مبرح على يد والده، مما أدى إلى كسور في عظامه. ويضطر الضحية الآن لرعاية والده المسن، مما يُثير ذكريات مؤلمة في نفسه.
تقول موظفة تلقي الاتصالات كلير تونغ: "لقد أراد فقط تلك المساحة الآمنة".
تستقبل خدمة دعم NAPAC نحو 10 آلاف ضحية سنويًا، كما تعمل المنظمة مع الشرطة في الاستجابة للجرائم الجنسية الجماعية.
اعتداء على أطفال في "طقوس" شيطانية
سام بوث التي عملت في NAPAC لعقد من الزمان، بدايةً كمتطوعة، ثمّ كمشرفة، كشفت لسكاي نيوز عن مواضيع المكالمات الواردة الأسبوع الماضي، وأبرزها: طقوس شيطانية.
وتشرح سام هذه الطقوس بقولها إن: "هذه الطقوس هي إساءة من قِبل مجموعة من الأشخاص"، وتتابع: "يرتدي هؤلاء الأشخاص لباسا معينا وهم عبارة عن أطفال أو مراهقين، وقد يتعرضون لاعتداء جنسي بهذه الطقوس الغريبة".
تقول سام إنّ العديد من الأشخاص اتصلوا بسبب ذكريات مؤلمة غير قادرين على تخطيها مثل شمّ "رائحة التراب" بشكل دائم بسبب طقوس محاولة دفنهم وهم أحياء.
وفي مثل هذه الحالات، تقوم المؤسسة بتوجيه الضحايا إلى خدمات أخرى، على سبيل المثال إذا كانوا يرغبون في اتخاذ إجراء قانوني أو علاج.
ارتفاع عدد الشباب الباحثين عن المساعدة
تُظهر بيانات حصرية مُشاركة مع سكاي نيوز أنه في عام 2014، تلقت "ناباك" 358 مكالمة كشف فيها المتصلون عن عمرهم، حيث كانت أعمار 16 من المتصلين بين 19 و24 عامًا (4.4%). وتضاعفت النسبة على مدار العقد التالي.
في عام 2024، كان هناك 1487 مكالمة كشف فيها المتصلون عن عمرهم. وجاء 130 من المتصلين في الفئة العمرية بين 19 و24 عامًا (8.8%).
ويقول أكثر من نصف المتصلين من جميع الأعمار إنهم يشعرون بالقلق أو يُعانون منه.
في الوقت نفسه، يقول أكثر من ثلث المتصلين إنهم يشعرون بالعزلة.
ويعترف جميع موظفي NAPAC الذين تحدثت سكاي نيوز إليهم بتأثرهم بالمكالمات الصعبة يوميًا. لكنهم يواصلون التعامل معها بتعاطف.
مدير فريق عمل مكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال في المجلس الوطني لحماية الأطفال (NPCC)، فيوكس، قال إنه لا يوجد حل سهل لأزمة إساءة معاملة الأطفال، لكنه يعتقد أن تحسين تعليم الآباء والشباب خطوة حاسمة في الاتجاه الصحيح.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية: "نتخذ مجموعة واسعة من الإجراءات للمساعدة في منع الاعتداء الجنسي على الأطفال، وتقديم المزيد من الجناة للعدالة، وتحسين الدعم المتاح للضحايا والناجين".
ويجري حاليًا مراجعة للنظر في أفضل السبل لدعم موظفي المدارس في التعامل مع حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال. ويتزامن ذلك مع زيادة التمويل لمؤسسة Lucy Faithfull Foundation، التي تعمل على منع السلوك الجنسي الضار بين الأطفال والشباب".