أمن‎

"ثعبان في الظلام".. خطة حزب الله السرية لإعادة بناء قوته

نشر
blinx
بعد عام من عملية أجهزة البيجر المفخخة التي أحرجت حزب الله اللبناني، وما تبعها من اغتيال زعيمه التاريخي حسن نصر الله، يسعى الحزب إلى استعادة قوته وصورته، لكن هذه المرة في صمت شبه كامل بعيداً عن أعين الإعلام والجمهور، بحسب تقرير مطول نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
وقتل نصرالله عن 64 عاما بضربات جوية استخدمت فيها إسرائيل أطنانا من المتفجرات، على منشأة للحزب تحت الأرض في منطقة حارة حريك بمعقله في ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر 2024، وذلك في خضم حرب خاضها الطرفان.
وبعد أسبوع، اغتالت إسرائيل كذلك القيادي البارز هاشم صفي الدين الذي أعلن الحزب لاحقا أنه كان قد عيّن أمينا عاما له خلفا لنصرالله.

العمل في الظل

التقرير الاستقصائي يكشف أن الحزب يعمل اليوم في الظل وبشكل سري تماما، وهو يعيد بناء سلسلة القيادة، ويجند قيادات شابة، ويحصل على دعم مباشر من إيران.
وتقول الصحيفة إن الحزب يتحرك "بذكاء شديد، مختصراً سلاسل القيادة، وفصل الجناح العسكري عن السياسي، وتقليص دائرة متخذي القرار"، ليصبح أكثر غموضاً وأكثر قدرة على المناورة.
وشكل اغتيال نصرالله مقدمة لضربات قاسية مُني بها الحزب على صعيد البنية القيادية والترسانة العسكرية خلال المواجهة المدمّرة مع إسرائيل.
وخرج الحزب من الحرب التي انتهت بوقف لإطلاق النار في نوفمبر، ضعيفا في الداخل بعدما شكّل القوة السياسية والعسكرية الأكثر نفوذا في لبنان. وبات يواجه ضغوطا لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية.
وعلى وقع ضغوط أميركية، وضع الجيش مطلع سبتمبر خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، تقضي أولاها بسحبه من المنطقة الحدودية مع اسرائيل، في خطوة سارع الحزب المدعوم من طهران الى رفضها واصفا القرار بأنه "خطيئة".

شهادة نادرة.. غرقنا بعد الاغتيال

في شهادة نادرة، روى أحد مقاتلي الحزب ويدعى "وفيق" (اسم مستعار) الفوضى التي عمّت الحزب بعد اغتيال نصرالله في سبتمبر 2024 وقال "خلال عشرة أيام، كان الجميع ضائعاً كنا كجسم غارق".
ويضيف أن في تلك الأيام الحرجة لم يكن أحد يعرف من يتولى القيادة فعلياً، باستثناء المقاتلين في جنوب لبنان الذين واصلوا تنفيذ خطط الطوارئ المعدة مسبقاً تحسباً لأي غياب مفاجئ للقيادة.
بعد أسبوعين من هذه الأزمة، وصل إلى لبنان وفد إيراني رفيع المستوى بقيادة قائد قوة القدس، إسماعيل قاآني، لإعادة بناء سلسلة القيادة.
ويشرح وفيق: "لقد أعادوا بناء القدرات العسكرية خلال عشرة أيام، لكن المستوى السياسي ظل شاغرا".

إيران ونصرالله.. الخطة التي كانت معدّة لإنقاذه

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف في حديث تلفزيوني عن تفاصيل جديدة حدثت بشأن اغتيال نصرالله، وتطرق إلى ما سماه خطة طهران لإنقاذ نصرالله قبل اغتياله.
وكشف أن إيران كانت تخطط لإرسال فرقتين جويتين إلى سوريا لإنقاذ نصرالله قبل اغتياله، مشيرًا إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي تلقّى أمره بالتدخل وردع تلك الخطّة.
وقال نتنياهو: "أصدرت أوامري لسلاح الجو بأن يواجه تلك القوة أو يردعها"، وأضاف أن سلاح الجو نجح بالفعل في ردع طهران، ومن ثم اغتيال نصرالله.
وزعم نتنياهو أن القضاء على نصرالله أدى عمليًا إلى تحطيم "المحور الإيراني".
وعن قرار الاغتيال قال: "كُنّا في جلسة مجلس الوزراء ولم يكُن هناك قرار بالإجماع، فقلتُ إنّني سأفكر بالأمر".
وأضاف: "سافرتً إلى الأمم المتحدة لإلقاء خطاب، وعلى متن الطائرة اتصلت عبر خط آمن وقررت: سنُنفّذ العملية".
وحول ردّ الفعل الإيراني على العملية، قال نتنياهو: "توقّعنا أن تمطرنا إيران بالصواريخ عقب اغتيال نصرالله لكن لم يحدث"، مشيراً إلى أنّه "دمّرنا في ساعات ما بناه حزب الله من مخزون صواريخ بسنوات طويلة".

سيطرة إيرانية كاملة

بالعودة إلى تقرير الصحيفة الفرنسية، فقد كشف أن حزب الله في الجنوب خضع لضغوط الدولة ووافق على تفكيك نحو 80% من مخزونه من الأسلحة، لكنه احتفظ بالبنية التحتية والذخيرة في شمال لبنان والبقاع.
وبحسب التقرير، استعادت إيران سيطرة محكمة على الحزب، لكنها أوصته بالتحوّل إلى وضعية دفاعية والابتعاد عن مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
ورغم سلسلة الهزائم والإخفاقات، يظهر الحزب بوادر تعافي ملحوظة، بحسب الصحيفة، فهو يعيد بناء سلسلة القيادة، يموّل أنصار
ووصف مصدر غربي وضع الحزب حاليا بأنه "مثل ثعبان يزحف في الظلام لم يختفوا أبداً، إنهم فقط ينتظرون".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة