أمن‎

"ماتسبن".. بوصلة إسرائيل التجسسية تصل إلى طهران

نشر
blinx
وسعت وحدة الاستخبارات والاتصالات السيبرانية التابعة للجيش الإسرائيلي، المعروفة باسم "ماتسبن" (Matzpen) أو "البوصلة"، نطاق قدراتها في البيانات لتصل إلى أكثر من 1500 كيلومتر داخل إيران خلال حرب الـ١٢ يوما في يونيو الماضي، بحسب تقرير لصحيفة "جيروزالم بوست".
وتُعد "ماتسبن" القلب الرقمي للجيش الإسرائيلي، تجمع بين الاستخبارات، البرمجة، الاتصالات السيبرانية، وتحليل البيانات، ولها حضور واسع على العديد من الجبهات منذ سنوات، بدءًا من غزة ولبنان وصولًا إلى إيران.

دور في "الرصاصة الأولى"

هذه الوحدة، التي تتعاون بشكل وثيق مع الموساد والشاباك، لم تقتصر على ذلك فقط، بل لعبت دورًا حاسمًا في إطلاق "الرصاصة الأولى" التي أربكت طهران في الساعات الأولى من الحرب، وأدت إلى تأخير وتقليل قوة رد الفعل من جانب النظام الإيراني.

ماذا تفعل "ماتسبن"؟

وحدة "ماتسبن" مسؤولة عن دمج الاستخبارات، البرمجة، الاتصالات السيبرانية وتحليل البيانات في منظومة واحدة متكاملة، لتزويد قادة الميدان بالمعلومات الدقيقة والفورية عن مواقع الخصم وتحركاته، ما يمكّن الجيش من اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة.
كما تضمن الوحدة تنسيق المعلومات بين الجيش، الموساد، والشاباك، بحيث تصل الاستخبارات لكل الجهات المعنية دون أي تباطؤ، مع الحفاظ على سرية البيانات ومصادرها.

كيف تطور برامجها وتطبيقاتها؟

تعتمد الوحدة على تطوير برامج متقدمة لتحليل البيانات الضخمة، وهي برامج قادرة على جمع المعلومات من مختلف المنصات، بما فيها الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وتحليلها فورياً لتحديد مواقع الخصم بدقة عالية.
هذه البرامج تمكّن قادة الميدان من الوصول السريع إلى خطط متعددة للعمليات العسكرية، وتقلل من أخطاء إطلاق النار على القوات الصديقة عبر تتبع المواقع بدقة متناهية.
علاوة على ذلك، طورت الوحدة نسخة خاصة من ChatGPT للجيش، يمكن للجنود التفاعل معها شفويًا للحصول على توجيهات واستخبارات دقيقة، مع مراعاة المصطلحات العسكرية وسرية المعلومات.
وتعيد "ماتسبن" هندسة برامج الحروب القريبة لتعمل على مسافات بعيدة، ما يجعلها قادرة على إدارة العمليات في دول بعيدة جغرافياً مثل إيران، وهو ما يمثل ابتكارًا نوعيًا في أساليب الحرب الرقمية.

تطبيقات الحروب

تقوم "ماتسبن" بربط جميع البيانات الحية مع القادة الميدانيين لضمان سرعة الاستجابة، من خلال إدارة الطائرات المسيرة للاستخدام في الهجوم والمراقبة بشكل أوسع وأسرع من أي وقت سابق، ودمج تحذيرات الهجمات المعادية وربطها فورًا بمنصات هجومية مناسبة.
كما تعمل على تتبع العبوات الناسفة وتزويد القوات بإحداثيات دقيقة لتجنب الخسائر البشرية، إضافة إلى تزويد القيادة الداخلية بتقييمات سريعة للتهديدات الصاروخية والجوية لتفعيل الدفاع متعدد الطبقات.
لا يقتصر دور التطبيقات على الجيش فقط، بل يتم أحيانًا استخدامها للجمهور، من خلال جمع وتحليل المعلومات المفتوحة بسرعة، وتوفير تحذيرات فورية عن التهديدات الجوية، ما يعزز حماية المدنيين ويجعل المعلومات الاستخباراتية أكثر فاعلية.

دور "ماتسبن" في الحروب الحديثة

تلعب الوحدة دورًا محوريًا في إعادة تعريف طبيعة الحرب، حيث لم تعد المعارك تُحسم على الأرض فقط، بل أيضًا عبر البيانات والتحليلات الرقمية، بفضل "ماتسبن"، يقول الجيش إنه قادر على اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة على الميدان، مع تقليل حوادث إطلاق النار على القوات الصديقة وتحسين القدرة على الرد الاستراتيجي ضد التهديدات المعادية.
كما تضمن الوحدة تزويد قادة الجيش بمعلومات دقيقة ومحدثة باستمرار، سواء على الأرض أو عبر الفضاء السيبراني.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة