أمن‎

ألغام الحرب وخفض التمويل.. كيف تعطل عودة السوريين إلى ديارهم؟

نشر
blinx
 & 
في أحدث حصيلة تضاف إلى إحصائية ضحايا الألغام الأرضية في سوريا، قتل طفلان وعنصران من الجيش السوري، الإثنين، جراء انفجارات جديدة لمخلفات الحرب في كلّ من إدلب ودير الزور.
هذه الحصيلة تزامنت مع صدور تقرير الإثنين، يفيد بأن أعداد القتلى والمصابين جراء الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة بلغت في عام 2024 أعلى مستوى في ٤ سنوات مدفوعة بالصراعات في سوريا وميانمار.
ومنذ الفترة الممتدة من 1 يناير حتى 30 يونيو من هذا العام، قتل 390 مدنيا في سوريا، بينهم أكثر من 100 طفل جراء مخلفات الحرب، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). فكيف تؤثر المناطق الملوّثة بالذخائر غير المتفجرة على عودة السوريين إلى منازلهم؟

مخلفات الحرب تهديد مباشر للمدنيين

نقلت القناة الثانية السورية الإثنين، عن الدفاع المدني السوري قوله إن طفلا لقي حتفه وأصيب آخران بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات قصف النظام السابق، في بلدة تلمنس بريف إدلب.
وأكد الدفاع المدني أن مخلفات الحرب تشكّل خطرا كبيرا على حياة المدنيين، وخاصة الأطفال، كما أنها تعوق الأنشطة اليومية للسكان وتعرقل عودتهم إلى منازلهم ومزارعهم في مساحات واسعة من سوريا.
أمّا شرقي البلاد، فقد قضى عنصران من الجيش السوري وأصيب آخران من قوات الأمن الداخلي، جرّاء انفجار لغم في بادية البوليل قرب السدّ الوسطاني شرقي دير الزور، بحسب ما أفاد مراسل تلفزيون سوريا.
وفي تقرير صدر الإثنين، أفاد مرصد الألغام الأرضية أن 6279 شخصا قتلوا أو جرحوا بسبب الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار في 52 دولة ومنطقة العام الماضي، وأن المدنيين شكّلوا 90% من الضحايا ونصفهم تقريبا من الأطفال.
وأفاد التقرير أن الزيادة في أعداد الضحايا عام 2024 تُعزى بشكل كبير إلى الألغام المستخدمة في دول متضررة من النزاعات خارج نطاق حظر المعاهدة، مثل بورما وسوريا وروسيا، وكذلك من جانب أوكرانيا، الدولة الطرف في المعاهدة.
وجاءت سوريا بعد ميانمار، حيث بلغ عدد الضحايا 1015. فقد تعرض المدنيون لمخاطر كبيرة جراء الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار أثناء عودتهم إلى ديارهم بعد سقوط النظام السابق، في ديسمبر، وبعد نحو 14 عاما من الحرب الأهلية المدمرة.

حصيلة عام 2025

وفق القناة الثانية السورية، فقد أودت مخلفات الحرب بحياة 390 مدنيا في سوريا منذ بداية عام 2025.
ومنذ الفترة الممتدة من 1 يناير حتى 30 يونيو من هذا العام، قتل 390 مدنياً في سوريا، بينهم أكثر من 100 طفل جراء مخلفات الحرب، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وبيّن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن مخلفات الحرب والألغام تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الوزارة حالياً، موضحاً أن الجهود الحالية تغطي نحو 10% فقط من حجم العمل المطلوب، رغم التقدم المحرز.
بدوره أوضح مكتب "أوتشا" أن التلوث بالذخائر المتفجرة "ما يزال يُخلّف آثارا مميتة في جميع أرجاء سوريا"، لافتاً إلى أنه منذ بداية العام الحالي قُتل أكثر من 390 مدنياً، بينهم أكثر من 100 طفل، فيما أُصيب أكثر من 500 آخرين نتيجة هذه الذخائر.

خفض التمويل يعصف ببرامج مكافحة الألغام

أشار تقرير مرصد الألغام إلى أن خفض تمويل الجهات المانحة، بما فيها الولايات المتحدة، أدى إلى تراجع دعم الناجين وإلغاء عدد من البرامج الإنسانية لمكافحة الألغام مقارنة بالسنوات السابقة.
وقالت روث بوتوملي، مسؤولة أبحاث تمويل مكافحة الألغام في تقرير المرصد لعام 2025 "من المرجح أن تشهد جميع الدول انخفاضا في التمويل" في عام 2026.
ومن المقرر أن تعقد الدول الأطراف في معاهدة حظر الألغام اجتماعا في جنيف هذا الأسبوع.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة