مجتمع

قضية تحرش جنسي تعيد إحياء "Me too" في الصين

نشر

.

Nasma Elhag

من أميركا إلى الصين، تلاشت الحدود والمسافات بتجدد حركة "أنا أيضا" (Me too) بعد تقديم أكثر من 12 شابة بلاغات تحرش جنسي ضد السيناريست شي أحد الشخصيات المعروفة في الأوساط الإعلامية الصينية، ما أدى لفقدانه عددا من شراكاته مع مؤسسات معروفة، في واقعة يعتقد أنها الأولى من نوعها.

"تصرف تقليدي لأصحاب النفوذ"

المدعيات اللواتي لم يكشفن عن أسمائهن، تحدثن عن نمط معتاد من سوء السلوك قام به هانغ، تراوح ما بين توجيه ملاحظات ذات إيحاءات جنسية، إلى اللمس، في حوادث قلن إنها استمرت لأكثر من 10 سنوات.

أما هانغ، نفى الاتهامات بشدة، وقال إن اللقاءات كانت بـ"التراضي"، وكتب على موقع "ويبو"، الشبيه بتويتر ومستخدم في الصين، أنه "لم يفعل أبدا أي شيء ضد إرادة النساء، ولم يستخدم سلطته ونفوذه ضد أحد"، كما نشر صور محادثات مع النساء اللواتي اتهمنه، تظهر أنهن "لم يتضايقن من تعليقاته".

من جديد ردت عليه المدعيات بتسليط الضوء على المفارقة في السلطة والنفوذ بينهن، كمعجبات غير معروفات وصغيرات في السن، وبين هانغ، صاحب الاسم الشهير والمعروف، ما يطرح سؤالا هاما حول تحقق شروط التراضي في حال كان لطرف سلطة على الآخر.

"كالطرف صاحب السلطة الأكبر، هانغ لا يزال يعتقد حتى اليوم أنه يستطيع أن يحدد ما هو اللائق، وما الذي يعتبر تحرشا جنسيا.. هذا هو بالضبط التفكير التقليدي لمن يتمتعون بالسلطة".. هذا ما قالته 5 من المدعيات على هانغ في بيان قمن بنشره.

حركة محاصرة

قصة هانغ حصدت تفاعلا كبيرا على السوشال ميديا الصينية، وأثارت نقاشا محتدما حول تعريف التحرش الجنسي والتراضي والحركة النسوية وحركة "أنا أيضا" في الصين.

لطالما تعرضت حركة "أنا أيضا" هناك للرقابة والقمع من قبل الحزب الشيوعي الصيني، إذ تم إسكات واحتجاز العديد من الناشطات البارزات، واتهمت إحداهن، هوانغ شيويه تشين، بـ"التحريض على تقويض سلطة الدولة"، واحتجزت في السجن لمدة 600 يوم.

في واقعة هانغ، يبدو أن تفاصيل الاتهامات خرجت عن سيطرة السلطات، إلا أن حالات أخرى من الحركة استهدفت مسؤولين وشخصيات بارزة بالدولة تم دفنها، من بينها اتهامات لاعبة التنس، بينغ شو، العلنية، لنائب رئيس الوزراء السابق، زانغ غولي، بالاعتداء الجنسي عام 2021.

الهدف الأسمى انتصار

أما على الجانب المشرق، فقد حققت الحركة بعض الانتصارات القانونية، من بينها الحكم على نجم البوب الصيني الكندي، كريس وو، بالسجن 13 عاما بتهمة الاغتصاب، بعدما قدمت طالبة بعمر 18 عاما، شكوى ضده، في 2021.

الصين لم تعتبر التحرش الجنسي جريمة حتى عام 2021، ونص القانون على أنه يمكن للضحية رفع دعوى مدنية على من يتعرض له جنسيا على شكل ملاحظات شفهية أو مكتوبة ذات إيحاءات جنسية، أو صور، أو سلوك جسدي، و غير ذلك، ضد إرادته.

وبالرغم من ذلك، فإن المعارك القانونية التي يخوضها المدعين عادة ما تكون طويلة وقاسية، ولا تنتهي بالانتصارات دائما، ولكن "هدفنا الأساسي ليس العقوبة القانونية، ولكن الكشف عن حقيقة هانغ، حتى يتمكن الصالحون من فهم الحقيقة في دواخلهم".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة