مجتمع
.
في مساء يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2008، ذهبت فتاة سويسرية تدعى "بريجيت" إلى فندق في جنيف بهدف لقاء مَن كانت تعتقده المفكر والداعية الإسلامي المثير للجدل في أوروبا، طارق رمضان، حفيد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا.
لكن "بريجيت" تدّعي أنها صُدمت بالوجه الآخر لرمضان: رجل يستغل الدعاية الدينية للإيقاع بالنساء واغتصابهن، كما فعل معها في غرفة الفندق حيث أرغمها "على مدى ساعات على القيام بأعمال جنسية مرفقة بعنف،" و"ثلاث عمليات اغتصاب" في ليلة واحدة فضلا عن "إكراه جنسي" كادت تختنق خلاله.
دعم ادعاءات بريجيت أن الوقائع تكررت مع أخريات في فرنسا، بجانب اعتراف رمضان نفسه، الذي أقر للمحققين بعلاقة حميمية دون عنف
"بريجيت" التي اعتنقت الإسلام، أبلغت المحققين السويسريين أنها تعرفت على رمضان خلال جلسة توقيع لأحد كتبه قبل أشهر من ليلة 28 أكتوبر 2008 ومن ثم خلال مؤتمر في سبتمبر من العام نفسه. وكشفت أنها تبادلت مراسلات حميمية معه بعد ذلك.
ما دعم ادعاءات بريجيت أن الوقائع تكررت مع نساء أخريات في فرنسا، بجانب اعتراف رمضان نفسه، الذي أقر للمحققين بعلاقة حميمية مع "بريجيت" لكنه يصر على أن تلك العلاقة لم ترق إلى أفعال جنسية.
قاعة محكمة في جنيف تنتظر رمضان، البالغ ستين عاما، الآن، مجددا وسط حضور جماهيري غفير، حيث يواجه تهما بـ "الاغتصاب والإكراه الجنسي" أمس.
امتنع رمضان ومحاموه عن الإدلاء بأي تصريح للصحافيين الذين أتوا بأعداد غفيرة لتغطية هذه المحاكمة الأولى التي تستمر ثلاثة أيام.
تقول "بريجيت" التي كانت تبلغ سن الأربعين من العمر تقريبا عند حدوث الوقائع المفترضة قبل حوالى 15 عاما، إنها تعيش في ظل تهديد مستمر من قبل أنصار رمضان.
يواجه رمضان الذي يثير جدلا في الأوساط الإسلامية الأوروبية، احتمال الحكم عليه بالسجن سنتين إلى 10 سنوات في حال إدانته. ويتوقع أن يصدر الحكم في 24 مايو على ما أوضحت السلطات القضائية في جنيف لوكالة فرانس برس. ويمكن لطارق رمضان أن يستأنف الحكم.
يحمل رمضان شهادة دكتوراه من جامعة جنيف حيث كتب أطروحة حول جده لوالدته، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية حسن البنا. وعمل أستاذا للدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة حتى نوفمبر 2017 وأستاذا زائرا في عدة جامعات في المغرب وماليزيا واليابان وقطر.
في فرنسا يشتبه بارتكاب رمضان عمليات اغتصاب بين العامين 2009 و2016 استهدفت أربع نساء وهي قضية تسببت بسقوطه العام 2017.
بدأت الملاحقات القضائية لرمضان في أكتوبر 2017، حين رفعت الناشطة النسوية، هند العياري وفتاة أخرى من ذوي الاحتياجات الخاصة تدعى كريستيل شكوى ضده لاتهامه بالاغتصاب بين عامي 2009 و2012.
وفي أكتوبر 2020، وجه القضاء تهمة اغتصاب جديدة لرمضان، تعود حيثياتها إلى عامي 2013 و2014، والضحية المفترضة فيها هي السيدة مونيه ربوج.
كانت الناشطة هند العياري، والتي تقود حاليا "جمعية النساء المتحررات" في فرنسا، ألفت كتاباً ونشرته في نهاية عام 2016 تحت عنوان "اخترت أن أكون حرة.. الهرب من السلفية في فرنسا".
في ذلك الكتاب أشارت إلى مَن وصفته بمثقف إسلامي اعتدى عليها ليتضح لاحقاً أن المقصود، بحسب زعمها، هو طارق رمضان.
تقول هند إنّه في عام 2015، دعاها رمضان إلى غرفته بفندق في باريس، وقام بمعانقتها وتقبيلها، وعندما رفضت، بحسب روايتها، صفعها بعنف.
وطلبت النيابة العامة الباريسية في يوليو من العام الماضي إحالته على محكمة الجنايات ويعود لقضاة التحقيق اتخاذ قرار محاكمته من عدمها.
وفي إطار الملف الفرنسي، قضى رمضان حكما بالحبس المؤقت لمدة تسعة أشهر في 2018 وأفرج عنه في نوفمبر من العام نفسه، ولا يزال خاضعا لمراقبة قضائية منذ ذلك الحين.
ومن الشروط القضائية المفروضة عليه حظر السفر خارج فرنسا، بيد أنه يحصل على أذونات استثنائية لمغادرة الأراضي الفرنسية للتوجه إلى سويسرا في إطار القضية الجديدة.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة