يتأكد إيهاب عوكل صاحب مطعم ومقهى wings في حي النصر وسط قطاع غزة، من اتصاله بالإنترنت وقوة الشبكة، بجانب إشرافه على إعداد المشروبات وبعض الأطعمة الخفيفة التي يتناولها الزبائن.

وينجز ليس فقط مقهى، إنه بمثابة نقابة للصحافيين العاملين في غزة، فهو واحد من أماكن محدودة في القطاع الذي يعاني حصارا ويقدم لضيوفه إنترنت بجانب المشروبات والطعام.

"ليتني أستطيع أن أقدم أكثر" يقول إيهاب عوكل البالغ من العمر 37 عاما، والذي يعتبر مقهاه الجديد "مبادرة للصحافيين" الذين يعملون لنقل ما تعيشه غزة. مؤكدا تركيزه على تقديم خدمة للصحافيين حصرا "ها جزء من المسؤولية الوطنية والمجتمعية، وهي وسيلتي للمساهمة في مساعدة فئة تتفانى لنقل صوت الفلسطينيين من سكان القطاع إلى العالم".

هذه ليست الأولى التي يقوم بها عوكل بتلك المبادرة، إذ نفذها خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في أغسطس 2022، رغم أنه في ذلك الحين لم يكن قد مر سوى أربعة أشهر على افتتاح مشروعه.

حل لإنترنت غزة البطيء

"أدرك تماما مدى أهمية عمل الصحافة في فضح جرائم الاحتلال، أنا ابن هذه المدينة التي تفتقر للإنترنت السريع في أغلب أماكنها، كما أنني أعي صعوبة التنقل بين محافظات غزة، لذا قررت أن يكون وينجز هو بيت الصحافيين والإعلاميين، ليكون مقراً لاستراحتهم خلال ساعات النهار والليل، ومكاناً مزوداً بخدمات إنترنت سريع تساعدهم على إتمام أعمالهم بشكل أدق وأسرع"، يشرح عوكل دور مقهاه.

نظرا للانقسام بين حماس وفتح، فإن هناك نقابة للصحافيين في رام الله، لكن لا تربطها علاقة بصحافيي غزة، وبالتالي فإن عدد صحافيي القطاع يبقى غير معروف.

الصحافي أحمد أبو الروس، 27 عاما، يعيش في مخيم النصيرات وسط القطاع، ويعمل لعدة منصات ومواقع الكترونية. يحرص أبو الروس على التواجد في مدينة غزة طوال فترة التصعيد لتغطية الأخبار، يقضي جُلّ وقته متنقلاً بين المشافي والأماكن المستهدفة.

بينما يحتسي أبو الروس قهوته في وينجز يقول "ممتن جداً لما يقدمه مطعم وينجز وإدارته والعاملين فيه لي وللصحافيين زملائي، نحن نبيت في المطعم كيلا نضطر لقطع مسافات يومياً من وإلى بيوتنا، نجد منهم احتواء واحتراماً يشعرنا أننا في منازلنا حقاً، يساعدوننا في توفير إنترنت فائق السرعة يسهل علينا نشر الأخبار أولاً بأول".

يستمد مقهى وينجز الإنترنت مصدر الإنترنت في المقهى من شركات توزيع إنترنت محلية، بفاتورة ليست قليلة على الإطلاق.

مجيباً على سؤال وجهته بلينكس لعوكل حول مخاوفه إذا ما تم استهداف مطعمه نظراً لأنه يضم عدد كبير من الصحافيين أجاب "لا يفرق الاحتلال بين عسكري ومدني، لكن أنا وكل ما أملك فداء لغزة وشعبها".

لم يكتف عوكل باحتواء الصحافيين والإعلاميين وتقديم شتى سبل الراحة لهم خلال فترة التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بل أطلق حملة تبرع بالدم بالشركة مع جمعية بنك الدم في غزة.

يقول عوكل لبلنكس "تكتظ مشافي القطاع كافة بعدد كبير من الجرحى والمصابين الذين يحتاجون وحدات دماء لإتمام شفائهم، كما أن المشافي خلال التصعيد تكون في حالة تأهب وطوارئ ليلاً ونهاراً، لذا التبرع في دم داخل المشافي ربما لن يكون مناسباً في ظل الظروف الصعبة التي عانى منها القطاع الأيام القليلة الماضية، لذا استجبت للتعاون مع جمعية بنك الدم".

يقول إن مشروع المقهى ناجح على المستوى المادي، كما أنه جزء من "شركة ماي وينجز تكنولوجي" التي تتكون من مساحات مكتبية وقاعات تدريبية بالإضافة إلى المطعم والمقهى.

اعرف أكثر

كيف يدخل الفلسطيني إلى الإنترنت؟

بحسب الجهاز المركزي للإحصاء بلغ عدد سكان قطاع غزة خلال 2022 مليونين و375 ألف نسمة، وأظهرت نتائج مسح القوى العاملة لعام 2022، أن 92% من الأسر في فلسطين لديها أو لدى أحد أفرادها إمكانية النفاذ إلى خدمة الإنترنت في المنزل، بواقع 93% في الضفة الغربية، و92% في قطاع غزة.

بلغت نسبة الأفراد، الذين تصل أعمارهم 10 سنوات فأكثر، واستخدموا الإنترنت، تصل إلى 89%، بواقع 92% في الضفة الغربية و83% في غزة. وتبلغ النسبة 89% بين الذكور و88% بين الإناث، بمتوسط سرعة إنترنت تقل عن واحد ميجا للشخص الواحد.

قبل عام 1994، كانت إسرائيل تدير البنية التحتية للاتصالات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. في عام 1995، تأسست شركة "بالنت" الفلسطينية لتقديم خدمات الإنترنت والاستضافة في فلسطين. وفي عام 2003، تأسست الهيئة الوطنية الفلسطينية لمسميات الإنترنت لتنظيم تسجيل النطاقات الفلسطينية وتعزيز الحضور الفلسطيني على الإنترنت.

بين عامي 2005 و2006، اندمجت مجموعة الاتصالات الفلسطينية مع شركات الإنترنت "بالنت"، "بالستاين أونلاين" و"بي آي إس" لتصبح المورد الرئيسي لخدمات الإنترنت في الضفة الغربية وقطاع غزة. تم تأسيس شركة "حضارة" كجزء من المجموعة لتوفير خدمات الإنترنت عبر شبكة الهاتف.

قصف التليفزيون

تستهدف إسرائيل خلال التصعيد ضد قطاع غزة وسائل الأعلام، وتنوع الاستهداف بين قنوات ووسائل إعلامية تابعة لحركات إسلامية مسلحة في القطاع، أو وكالات أنباء وقنوات عالمية ودولية.

• في 15 من مايو 2021، دمرت 4 صواريخ أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية برج الجلاء في حي الرمال بمدينة غزة، بعد ما أمهلت سكانه والشركات العاملة فيه 10 دقائق لإخلائه.

البرج الذي يقع في شارع المختار وسط مدينة غزة يضم مكاتب قناة الجزيرة ووكالة أنباء أسوشيتد برس، الأميركية، إلى جانب محطات إذاعة محلية وشبكات إنترنت، ومكاتب أطباء ومحامين، ومقار لجمعيات خيرية.

• دمرت إسرائيل ثالث أيام حرب العام 2021، برج الشروق الذي يتألف من 14 طابقاً، ويوجد في شارع عمر المختار أيضاً، وكان يضم عدداً من مكاتب الشركات وبعض المؤسسات الصحفية العاملة في غزة، والتي تتبع فصائل إسلامية مسلحة مثل إذاعة وقناة الأقصى التابعة لحركة حماس، ومكاتب لشركات إعلامية، بجانب عدد من المحال التجارية.

• كما دمرت "برج هنادي" و"برج الجوهرة"، الذي كانت يتألف من 9 طوابق، وهو برج سكني يقع في شارع الجلاء وسط غزة وكان يضم عدداً من المكاتب الإعلامية.

• خلال حرب 2008-2009 ، قصفت القوات الإسرائيلية مقر قناة الأقصى التلفزيونية في غزة، والتي تتبع حركة حماس، وأدى ذلك إلى تدمير المبنى بشكل كبير.

• الأمر الذي تكرر مجددا خلال حرب 2014، عندما قصفت مقر قناة الأقصى التلفزيونية مجددا.