مجتمع
.
التفاوت واضح بين الدول العربية على صعيد "مؤشر البؤس" للعام 2022 المنشور على موقع "نشنيل ريفيو" من قبل الخبير والبروفيسور في علم الاقتصاد بجامعة جونز هوبكنز الأميركية، ستيف هانكي. ففي حين تجد دول عربية عدة بمقدمة "الأكثر سعادة" مثل الإمارات والكويت، هناك العديد منها بين الأسوأ جراء معدلات التضخم المرتفعة والأوضاع الاقتصادية السيئة.
السعادة، بحسب التقرير، لا ترتبط بالأوضاع المعيشية، بل برضا الشخص وقناعته، أو صحته، أو عائلته، وغيرها العديد من العوامل.
لكن بالمنظور الاقتصادي قياس السعادة أو البؤس لشعب ما يرتبط بمجموعة من المؤشرات الاقتصادية منها معدلات التضخم والبطالة وسهولة الحصول على التمويل اللازم بكلفة مناسبة وغيرها.
وهذا ما يقدمه "مؤشر البؤس" للعام 2022، فيقيس هانكي هذا المؤشر بالاستناد على البطالة والتضخم ومعدل الإقراض والتغير في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
حلّت دول عربية في مقدمة التصنيف الذي يشمل 157 بلدا، وفي مقدمتها الإمارات، والكويت، وعمان، وقطر.
وجاءت الكويت بالمرتبة الثانية بعد سويسرا، ويقول هانكي في تقريره إنه حتى مع الخلاف بين السياسيين، جاء أداء الكويت قويا في جميع المجالات خلال العام 2022.
وبعدها عربيا، ضمن قائمة الدول الأسعد، عمان والإمارات، أما قطر فجاءت الرابعة عربيا.
سوريا ولبنان والسودان الأسوأ عربيا، فهي الدول الأكثر بؤسا بالتصنيف، وأتت بعد زيمبابوي وفنزويلا.
العائق الأبرز أمام سوريا، وفق ما جاء في معدل هانكي السنوي للدول الأكثر بوسا، هو معدل البطالة المرتفع، وبلغ مؤشر البؤس فيها 225,4.
أما لبنان والسودان فكان التضخم العامل الأكثر حدة، وبلغ مؤشر البؤس بالدولتين حسب الترتيب، 190.3 و176.1.
واليمن حل بعد الأرجنتين مباشرة مع مؤشر بؤس 116.2.
وفق التصنيف تلعب المؤشرات الاقتصادية أدورا أساسية في تحديد معدل البؤس أو السعادة في بلد معين. لكن لكل من هذه البيان درجة تأثير تختلف عن الآخر.
ويبدو من خلال معادلة الاحتساب أن البطالة تلعب دورا مضاعفا من خلال ضربها بإثنين.
وحصل التعديل الجديد في طريقة الاحتساب لمؤشر هانكي لأول مرة هذا العام، ونقل تقرير "نشنيل ريفيو" ما كتب حول أن التضخم والبطالة يجعلان الإنسان بائسا، ليس بالتساوي.
فمؤشر البؤس لا ينبغي أن يكون مجرد مجموع بيانات اقتصادية، ويترتب أن يكون للبطالة ثقل أكبر، وفق التقرير.
ويحتسب التضخم من خلال ضرب معدل البطالة بالبلد بإثنين وبعد ذلك زيادة معدل التضخم وكلفة الاقتراض المصرفي، وثم خصم نمو الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي.
وجاءت فكرة مؤشر البؤس مع آرثر أوكون، الاقتصادي الذي شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في الولايات المتحدة الأميركية. وطور مؤشر البؤس الأصلي للولايات المتحدة، الذي كان يساوي مجموع معدلي التضخم والبطالة.
وعدل لاحقا من قبل الأستاذ بجامعة هارفارد روبرت بارو، الذي عدل مؤشر البؤس من خلال تضمينه أيضا عائد السندات الحكومية لمدة 30 عاما وفجوة الإنتاج للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي. استخدم بارو مؤشره لقياس التغيير في البؤس خلال فترة رئاسة الرئيس.
عدله لاحقا من قبل الأستاذ بجامعة هارفارد روبرت بارو، الذي عدل مؤشر البؤس من خلال تضمين أيضا عائد السندات الحكومية لمدة 30 عاما وفجوة الإنتاج للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.
وبعدها عدلت أيضا نسخة بارو من مؤشر البؤس عن طريق استبدال فجوة الإنتاج بمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد واستبدال عائد السندات الحكومية لمدة 30 عاما بمعدلات الإقراض.
وجاءت بعدها التعديلات الأخيرة في المؤشر للعام 2022.
حسب الجدول فإن زيمبابوي وفنزويلا وسوريا ولبنان والسودان والأرجنتين واليمن وأوكرانيا وكوبا وتركيا وسريلانكا وهايتي وأنغولا وتونغا وغانا هي أكثر 15 دولة بؤسا في العالم.
ولم يستغرب هانكي أن تأتي سوريا على رأس قائمة الدول الأكثر بؤسا. فهي غرقت في حرب أهلية لأكثر من اثني عشر عاما.
أما فنزويلا وزيمبابوي ولبنان فهذه الدول وصلت إلى هذا الحد من التدهور جراء سوء الإدارة الاقتصادية.
تشير البطالة إلى حالة عدم وجود وظيفة لشخص يكون قادرا ومستعدا للعمل.
وتؤثر البطالة بشكل مباشر على الأفراد والمجتمعات، حيث يواجه الأفراد العاطلون عن العمل تحديات مثل صعوبة تأمين احتياجاتهم الأساسية والمالية وتقليل فرصهم في النمو الشخصي والمهني.
على المستوى الاقتصادي، تشكل البطالة تحديا كبيراً للدول، حيث تؤدي إلى تضييع القدرات البشرية والموارد الاقتصادية غير المستغلة.
كما تؤثر على النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي، وتزيد من العبء المالي على الحكومة بسبب توفير الإعانات الاجتماعية للعاطلين عن العمل.
لذا، يعتبر الحد من معدلات البطالة وتوفير فرص العمل المناسبة والمستدامة أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة