الولادات تقلّ في سوريا، رغم غياب الإحصاءات الحكومية الرسمية على مستوى الدولة، وبالتالي تنقل وسائل إعلامية محلية استطلاعات رأي قد تكون غير دقيقة، لكنها تعكس مشكلة مجتمعية في سوريا الآن، مثل استطلاع رأي صغير نشره موقع أثر المحلي عن ارتفاع الطلب الشديد على وسائل تحديد النسل بنسبة ٨٠٪.

"من خلال عيادتي التي أستقبل بها مختلف الثقافات، يمكنني القول إن عدد الولادات بالمجمل قلّ بشكل ملحوظ أثناء الأزمة في سوريا، مع انتشار وطلب على وسائل تحديد النّسل"، تقول أخصائية النسائية والتوليد، الدكتورة دينا الفقيه، من جرمانا بريف دمشق، في مكالمة هاتفية مع بلينكس.

هذا الرأي يتوافق مع رئيس جمعية "المولدين النسائيين الدكتور مروان الحلبي مع صحف محلية سورية، بأنّ "عدد الولادات يتناقص إلى النصف بسبب الظروف الحالية"، مرجعا ذلك إلى الظروف الاقتصادية الصعبة.

في العام ٢٠١٨، شاركت نساء رأيها في فكرة الإنجاب في سوريا، مؤكدات أنّ "إنجاب الأطفال هنا يعني احتمال الخوف والندم من أنني خلقت روحاً جديدة في هذا المكان غير المستقر".

ضمن نفس تقرير بي بي سي، ذكرت رهف اسطنبلي أنها "إذا أنجبت طفلاً في سوريا اليوم، فلن يكون قادراً على مسامحتها عندما يكبر".

من صيدليتها في منطقة المالكي في دمشق، تقول الدكتورة سارة كبور "لاحظت إقبالاً كبيراً في آخر سنة على شراء موانع الحمل الفموية من مختلف الفئات العمرية سواء في وصفة طبيعة أو برغبة شخصية من النساء". معربة عن اعتقادها بأنّ سبب ذلك "الوعي المجتمعي، وانفتاحه على فكرة تنظيم النّسل".

عن دورها كصيدلانية تقول كبور إنها تعطي إرشادات صحية لكل مريض حسب تاريخه الصحي خصوصا في الحالات الذي لا يكون فيها مع المريضة وصفة طبية.

يختلف الطلب على وسائل منع الحمل باختلاف المنطقة الجغرافية، بحسب أخصائية النسائية والتوليد في ريف القصير في حمص، الدكتورة تغريد المحمود، التي تشرح لـ بلينكس في مكالمة هاتفية "أرى الكثير من الحالات تؤمن بمقولة "الولد بيجي وبتجي رزقته معه"، لا سيما في المناطق الريفية".

رد الفعل السلبي لقرار عدم الإنجاب الذي اتخذته الشابة غزل وزوجها، تواجهه بالتصميم على قرارها "معظم الأشخاص الذين أعرفهم يتفقون معنا في ظل صعوبة تربية طفل داخل سوريا، لكنهم يستسلمون لرغبتهم ورغبة عائلاتهم الفطرية بالإنجاب دون التفكير بمستقبله".

• ينخفض عدد المواليد الجدد بشكل كبير بعد الحرب السورية، من 28 ولادة جديدة من كل 1000 شخص في 2011، إلى 18 ولادة ضمن كل 1000 شخص، ما يعني انخفاضها الثلث تقريبا، إلّا أنها عادت بزيادة طفيفة في الفترة بين 2019 حتى 2021، بحسب إحصائيات البنك الدّولي.

• ترتفع نسب وفيات الأطفال في سنوات الأزمة مقارنة بالنسب قبل ٢٠١١، عندما وصلت في 2017 إلى 25.7 حالة وفاة بين الرضع من كل ١٠٠٠ ولادة عام ٢٠١٧، مقارنة بـ 17.9 حالة وفاة من كل ١٠٠٠، بحسب دراسة نشرتها "مداد" وهي مؤسسة بحثية مستقلة مقرها دمشق عن القطاع الصحي في سوريا.

• في 2022، وجهت منظمة الصحة العالمية "نداء طارئا لتوفير 257.6 مليون دولار للرعاية الصحية في البلاد".

• تراوحت نسبة توفير اللقاحات الأساسية للطفل قبل الحرب بين %100-90 في معظم المحافظات، إلّا أنها انخفضت إلى نسب تتراوح بين %50 و%70 في محافظات مثل حمص وحلب وإدلب ودير الزور وحماه ودرعا وريف دمشق.

• متوسط الدخل الشهري للمواطن السوري 100 ألف ليرة سورية، ما يعادل 12 دولاراً، نسبة لسعر البنك المركزي السوري، مما يضطر المواطن السوري للعمل في أكثر من مهنة ليتعدّد مصدر دخله.

• تشير إحصائيات البنك الدولي لعام 2022، إلى زيادة نسبة البطالة عن العمل في سوريا إلى 9.6% بعد أن وصلت إلى أقصى مراحلها أثناء الأزمة إلى 10% في 2020.